رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على هامش معرض ديارنا التى اقامته وزارة التضامن الاجتماعى، بمشاركة عدة دول عربية بمول العرب، تلقيت دعوة كريمة من نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى لحضور فعاليات المعرض، وبعد الزيارة تجولت بين المحلات والتوكيلات العالمية، والتى يطلقون عليها هذه الأيام برندات، ونظرًا لجهلى بالأسعار واختلاط الأمر على خبرتى فى التنقل بين محلات العتبة والموسكى، وعندما اشطح تأخذنى قدماى فضولا ليس إلا إلى محلات وسط البلد، لأصطدم بأسعار تزيد على مثيلاتها بالعتبة والموسكى عدة مرات، ورغم هذه الزيادة لا نجد سعر القميص المصنوع من القطن المصرى، لا تتخطى اسعاره ١٠٠٠ ولكن عندما وقع فى يدى قميص من القطن بأحد المحلات داخل مول العرب استعصى علىّ قراءة السعر، فاستعنت بالبائع المصرى، الذى علم من أول وهلة بساطة البدلة ذات الصناعة المحلية التى أرتديها، وهمس فى أذنى قائلًا سعر القميص سبعة آلاف جنيه مصرى يا عمو، وممكن أعمل لحضرتك sall وعندما سمعت هذه الكلمة الافرنجية علمت انها مفرد لكلمة salls التى يرددها ابنائى فى مواسم التخفيضات، وعندما زاد اندهاشى من السعر، فقلت له أليس هذا السعر مْغالى فيه فبدأ معى وصلة من المعلومات التى أجهلها، بأن القميص موديل أمريكى وصناعة تركية، ومصنوع من القطن الخالص، فاستحضرت من ذاكرتى سعر قنطار القطن المصرى الذى يبلغ وزنه حوالى ١٨٤ كيلو، ولا يزيد على ٣٥٠٠ جنيه مصرى، وبحسبة بسيطة قلت له يعنى سعر القميص يساوى حوالى ٣٧٠ كيلو قطن خام، قبل ان يتحول إلى غزل ونستفيد منه بزيت بذرة القطن ومخلفاته، التى تدخل فى صناعة العلف الحيوانى، ووو....... فلمح البائع زبونا يدخل المحل تبدو على ثيابه (البرندات) فانصرف عنى وتركنى قبل ان استرسل له، واحسب كم من القطن يستخدم فى صناعة القميص الواحد، وكم هى أسعار المنتجات القطنية المصرية، ولماذا نتهاون فى اسعارها سواء المادة الخام أو المصنعة، بأيدى ابنائنا داخل قلاع الغزل والنسيج التى تم غلقها بسبب فشل ادارتها، وندلل عليها بالبيع سواء للحكومة أو للتجار الذين يقومون بتصديرها بسعر لا يزيد ٧٥ سنتا للكيلو والذى يقدر بالجنيه المصرى بحوالى ٢٣ جنيها، أى ان هذا القميص تساوى قيمته بما يوازى حوالى ٤٠٠ كيلو قطن خام.

وواصلت التفكير والبحث بعد مغادرتى المول، دون ان اشترى منه حتى زجاجة مياه معدنية، وحاولت تهدئة الثورة التى كانت بداخلى، بسبب الواد البياع الذى خلع منى بعبارة بعد اذنك يا عمو قبل ان يستمع الزبون المتريش لحديثى واحصائياتى، التى لا تساوى عنده ثمن زرار واحد من هذا القميص، الذى فاتنى ان ابلغ وزيرة التضامن بأن ثمن القميص يساوى معاش ٤٠٠ مستفيد من معاشات وزارة التضامن الاجتماعى على سبيل الحسرة ليس إلا، وعلى سبيل الدعوة الكريمة من سيادتها والتى جعلتنى أهذى بهذه الأرقام حتى الآن، لأن قدمىّ لم تطاوعانى بالاستمتاع بجولتها بين بالصناعات اليدوية والمحلية، التى تبعث الأمل فى نفسى من جودة خاماتها ورخص اسعارها وبعيدًا عن فوران الدماء داخل عروقى، التى ذكرتنى بالاغنية الشهيرة

نورت يا قطن النيل يا حلاوة عليك يا جميل، اسمعوا يا بنات النيل يلا ده ملهوش مثيل قطن ماشا الله... والتى شدا بها  الفنان محمد صادق بكلمات حسين حلمى، والتى ارتبطت قديمًا بموسم جنى الذهب الأبيض.. وللحديث بقية ان كان فى العمر بقية.