رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

هناك فرصة ذهبية أمام الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم لإعادة تصحيح هذه الأوضاع السيئة فى التعليم. والدولة المصرية فى أشد الاحتياج إلى تنفيذ هذه الفرصة فقد سمحت إلى الوزير ان يقوم باجراء تطوير شامل للعملية التعليمية، خاصة ما قبل الجامعى. وأعتقد أنه لو فعل ذلك سيصفق له المجتمع بأكمله، خاصة بعد حالة الخراب الشديدة التى تعرضت لها العملية التعليمية.

القرار الذى اتخدته الوزارة بحذف أجزاء من المناهج لخدمة فكرة التوحد والدمج لذوى الاحتياجات الخاصة، صائب مائة فى المائة. إن قيام الوزارة بهذه الخطوة المهمة بداية صحيحة على طريق تنقية المناهج الدراسية الممتلئة بالحشو والزيادات التى لافائدة منها. والحقيقة أن المناهج التى تحتاج إلى تنقية ليست بالثانوية العامة وحدها وإنما كل المناهج ابتداء من الروضة ومرورًا بالمرحلتين الابتدائية والاعدادية ونهاية بالثانوية، فكل هذه المناهج بحاجة شديدة إلى تفريغها من الحشو والزيادات التى لافائدة منها وتجعل التلاميذ يغرقون فى دوامات، ولا يتحصلون على العلم المطلوب.

نحن فى حاجة ماسة إلى نسف هذه المناهج العقيمة التى لا يستفيد منها التلاميذ، وما معنى أن تكون مطولة ولا يحصل منها التلميذ شيئًا يذكر ولذلك بات مهمًا جدًا أن يتم إعادة النظر فى مناهج المراحل التعليمية المختلفة، والسؤال ماذا يضير لو أن المنهج الواحد تم حذف نصفه على أقل تقدير، والسعى بكل الوسائل والطرق، لضمان إعمال عقل التلميذ ومساعدته على التفكير والإبداع، وهذا ما يجعله قادرًا على التحصيل بجدية ومهارة، وفى هذه الحالة نضمن توصيل المعلومة الصحيحة إلى رأس التلميذ بدلًا من حالة الخواء الحالية فى الرؤوس.

لذلك أقترح فى هذا الصدد أن يتم خفض جميع المناهج الدراسية والاهتمام بالتربية على اعتبار أنها هى المدخل الرئيسى لتحصيل أى علم، خاصة لو علمنا أن كل المعلمين يشكون مر الشكوى من كثرة المناهج الدراسية وعدم قدرتهم على شرحها، مما يجعل التلاميذ فى حالة توهان كبيرة، فلا المدرس قام بالشرح ولا التلميذ استفاد من كثرة هذه المناهج، وكانت النتيجة المرة عدم الاهتمام بالتربية والأخلاق، ولا أقصد هنا تدريس مادة الأخلاق، وإنما أعنى ممارستها على أرض الواقع من خلال العلاقة بين المعلم والتلميذ داخل الفصول.

كلنا يعلم أن التلاميذ لم يحصلوا شيئًا الآن داخل المدرسة وأولياء الأمور يتكفلون بمصاريف الدروس الخصوصية بديلًا عن المدرسة، هنا وجب ضرورة إعادة النظر فى هذه المسألة، ولذلك أقترح على الوزير رضا حجازى أن يقومه بخطوات خفض المناهج والاهتمام بالتربية والأخلاق داخل المدرسة، ولو فعل الوزير هذا سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه، وسيكون له بصمة فى عملية تطوير التعليم، بدلًا من المهازل التى نراها حاليًا داخل المدارس. المنهج لو قليل وضمنا استفادة التلميذ منه، مع تربيته، وضمان حسن خلقه، أفضل مائة مرة من مناهج مطولة لا فائدة منها، وتخريج نماذج سيئة للمجتمع.