رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

فى شهر الخير وفي ظل الظروف الاقتصادية العالمية التى جعلت معظم دول العالم تعانى من موجات التضخم وغلاء الأسعار ونقص الإمدادات الأساسية يجب أن تسود روح التراحم والتكافل فى المجتمع لدعم المحتاجين، فما أجمل أن يرسم الإنسان السعادة على وجه إنسان وما ألذ أن يغسل عنه غبار الحاجة، وما أحسن أن يطلقه من قيد كربه، ويعينه على مصالح دينه.

فى شهر رمضان يجسد خلاله المواطنون أروع صور التكافل والتضامن فيتسابق الكثير فى فعل الخيرات وتقديم يد العون للمحتاجين من خلال الإكثار من الصدقات والمساعدات الغذائية والأدوية وغيرها من أوجه الخير والدعم.

رسالة الإسلام تهدف إلى أن يحيا الناس حياة كريمة في ظل مجتمع متعاون متكامل على أساس من المساواة والشعور بالآخرين والبعد عن مظاهر الأنانية والجشع، وإن كانت تلك القيم الدينية والإنسانية والمجتمعية بين الناس جميعا، فإنها تكون أكثر أهمية وثوابا وقت الشدائد والأزمات.

مفهوم التكافل الاجتماعى يتحقق بتحمل القادرين فى المجتمع أعباء ومسئوليات العاجزين فيه، وتخفيف معاناتهم والتيسير عليهم أو تفريج كرباتهم وضوائقهم، ويعنى أنه التزام بإعالة ونفقات معيشة المكفول ووفاء ما عليه من التزامات وحقوق للغير، وهو من أعظم القيم التى أرساها الإسلام فى المجتمع واعتبرها ركنًا رئيسيًا من أعمدة بنائه.

فلا حياة لمجتمع يفتقد قيمة التكافل، إذ إن فقد التكافل يعنى شيوع الأثرة والأنانية والصراع الطبقى والحقد والضغينة فضلا عن تفشى الجريمة المرتبطة بما يلحق الناس من ضوائق وكربات كالسرقة والسطو على أموال الناس.

إن وصف المجتمع بأنه مسلم لا يقف فقط على عدد ما به من مساجد، ولا ما يتسم به أفراده من مظاهر تدين، إنما بقدر ما يشيع بين أفراده من روح التعاون والتكافل والتناصر والتعاضد والتراحم، بحيث يكون أفراده بمثابة الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وكالبنيان يشد بعضه بعضا.

إن من الخطأ التغافل عن ضرب من ضروب العبادات يمكن أن يطلق عليها العبادات الاجتماعية والمتمثلة فى تفريج كربات الناس والتيسير على معسرهم وقضاء حوائجهم.

لقد طبقت الحكومة العديد من إجراءات الحماية الاجتماعية لمساعدة المواطنين على مواجهة أزمات ارتفاع الأسعار، منها برنامج «تكفل وكرامة» و«مبادرة حياة كريمة» التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى ذات الأبعاد الإنسانية لمساعدة الفئات الأولى بالرعاية وهى مبادرة راقية لاهتمامها بالإنسان والعمل على توفير الحياة الكريمة له، وهى دعوة تستوجب الالتفاف الوطنى حولها، كما تمت زيادة الإنفاق الحكومى على برامج الحماية الاجتماعية والتى تمثلت فى زيادة مرتبات العاملين بالدولة ورفع قيمة المعاشات، إلى جانب معارض السلع الغذائية، التى تقوم بتنفيذها بتوجيهات من الرئيس السيسى لزيادة المعروض من السلع وتخفيض الأسعار لإحداث توازن فى السوق، والتغلب على ظاهرة الارتفاع غير المبرر فى أسعار السلع.

الدور على رجال الأعمال الذين نطالبهم بتبنى حملة مساعدات توجه للفقراء والمحتاجين فى ضوء الدور الاجتماعى والمسئولية الاجتماعية عليهم، فقد أصبح الدور الاجتماعى لرجال الأعمال ضرورة تفرضها معطيات الواقع الاجتماعى والاقتصادى المأزوم الذى فرضته الظروف الاقتصادية العالمية.

وبهذه المناسبة فإننا نشيد بمبادرة «كتف فى كتف» التى نظمها التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى باستاد القاهرة الدولى احتفالا بجهود المتطوعين الذين شاركوا فى تعبئة ملايين الكراتين بالمواد الغذائية لتوزيعها على المواطنين الأكثر احتياجا بجميع المحافظات قبل حلول شهر رمضان الكريم، هذه المبادرة تجسد نموذجا للشراكة الناجحة بين الأجهزة التنفيذية والمجتمعات الأهلية والمجتمع المدنى.

جميل أن يكون أفراد المجتمع مشاركين فى المحافظة على المصالح العامة والخاصة ودفع المفاسد والأضرار المادية والمعنوية، بحيث يشعر كل فرد فيه أنه إلى جانب الحقوق التى له أن عليه واجبات لآخرين، خاصة الذين ليس باستطاعتهم أن يحققوا حاجاتهم الخاصة، فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة.