رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقى

إذا كان المعهد الدولى للمسرح قد خصص يوم 27 مارس من كل عام بوصفه (اليوم العالمى للمسرح)، فكم كنت أتمنى أن تحتفل مصرنا الحبيبة بالمسرح طوال العام وكل عام، ذلك أن المسرح يهب المرء المتعة والفائدة فى أبهى صورة، كما أنه يفجر القضايا العامة التى تشغل بال الجمهور ويطرحها على الناس من الجوانب كافة، عسى أن نفعل الأفاعيل من أجل تجاوز كل المعوقات التى تعرقل التطور والتقدم.

لا يغيب عن بال القارئ الحصيف أننى أتحدث عن المسرح الجاد، المسرح الذى يخاطب العقل ويمتع الوجدان، لا المسرح المبتذل الذى يدغدغ الغرائز ويشوه العواطف، وقد كان لنا نصيب كبير مع هذا النوع المحترم من المسرح قبل أكثر من قرن وربع القرن، وسأذكرك توًا بأسماء بعض الفرق المسرحية التى كانت تقدم عروضها فى مدن مصر كلها مطلع القرن الماضى.

فرقة سلامة حجازى ظلت تقدم عروضها الجادة (أوبريتات غنائية) حتى رحيل صاحب الفرقة عام 1917، أما جورج أبيض، فقد أسس فرقته عام 1910، وقدم للناس مسرحيات شكسبير وغيره من أساطين المسرح العالمى. حتى جاء يوسف وهبى وأنشأ فرقة رمسيس التى افتتحت عروضها بمسرحية (المجنون) يوم 10 مارس 1923. هذه الفرقة تحتل مكانة مرموقة فى تاريخنا المسرحى لأنها أول فرقة مصرية تعتمد النظام الأوروبى الحديث فى تأسيس الفرق المسرحية وكيفية إدارتها كما ذكر الدكتور على الراعى فى كتابه (المسرح فى الوطن العربي)، هذه الإدارة الحديثة تجلت فى اختيار النصوص المسرحية العميقة وإجراء البروفات وانضباطها وإبرام العقود مع الممثلين إلى آخره.

فى المقابل كانت هناك فرق مسرحية كوميدية أبرزها وأهمها فرقة نجيب الريحانى (1887/ 1949)، هذا العبقرى الفذ، الذى كان يكتب ويمثل ويخرج، وما زالت أفلامه القليلة تثبت عبقريته العابرة للقرون.

ولما تبدلت الأحوال السياسية والاجتماعية بداية من يوليو 1952، انطلق جيل جديد من كُتّاب المسرح ومخرجيه وممثليه. جيل شيّد نهضة مسرحية مدهشة استمرت حتى مطلع سبعينيات القرن الماضى تقريبًا. ومن أهم نجوم هذا الجيل فى مجال الكتابة المسرحية نذكر بكل توقير وإجلال: نعمان عاشور وألفريد فرج وميخائيل رومان ومحمود دياب وسعد الدين وهبة، كما نتذكر بكل مودة المخرجين العظام أمثال سعد أردش وكمال ياسين وكرم مطاوع ونبيل الألفى وغيرهم.

كما لا يمكن أن ننسى الدور المؤثر الذى لعبه الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة فى زمن عبدالناصر حين أسس العشرات من قصور الثقافة فى ربوع مدن مصر كلها تقريبًا، تلك القصور التى اهتمت بشباب المسرح القاطنين خارج أنوار القاهرة العتيدة.

ومع استقرار نظام السادات ثم مبارك تراجع المسرح الجاد، وسطا المسرح (التجارى) على المشهد، حتى صارت المهازل تتصدر خشبة المسرح، ولولا ظهور بعض الفرق الجادة والموهوبة، لكان المسرح المصرى فى وضع محزن!.

ليتنا نعيد البهاء المفقود للمسرح المصرى لا فى يوم 27 مارس فقط، بل طوال العام.