عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

لا شك بأن كل ما تقوم به إسرائيل اليوم يؤكد ضلوعها فى تهويد مدينة القدس بأكملها. ولذا تمضى فى اتباع سياسة ممنهجة سيتم من خلالها هدم المسجد الأقصى، والحديث عن نيتها فى تقسيمه بين اليهود والمسلمين.. بل إن ما يراود إسرائيل هو هدم المسجد الأقصى لإقامة الهيكل المزعوم مكانه وفقًا لنبوءة حاخام من القرن الثامن عشر كان قد حدد شهر مارس موعدًا لذلك، وللأسف تظل السلطة الفلسطينية غائبة عما يحدث على الأرض من حصار تجويعى فرضته إسرائيل على غزة منذ سنوات، ومن ممارسات أخرى تهدف إلى ترسيخ الاستيطان وتوسيعه وقضم الأراضى، وصمت معه ال حيال كل ما يحدث مما أعطى الدليل على أنهم لا يعارضون المطروح، ولا يشعرون بغضاضة حيال كل ما تقوم به إسرائيل، وهو الأمر الذى أعان الغرب على الانحياز للكيان الصهيونى ودعم ممارساته. غابا العرب، وغابت ردود أفعالهم إزاء أحداث كثيرة منها حصار قوات الأمن الإسرائيلى للمسجد الأقصى، ومنع الفلسطينيين من دخوله، وإتاحة الفرصة للتلموديين لاقتحامه.. بالإضافة إلى عدم الوقوف ضد الحصار الإسرائيلى التجويعى الضارى المفروض على مليون ونصف المليون فلسطينى فى غزة، ومنها استمرار إسرائيل فى توسيع الاستيطان بوتيرة غير مسبوقة.

لقد رضخت الولايات المتحدة كلية إلى إسرائيل، وكذلك رضخت أوروبا للابتزاز الإسرائيلى لأن الكيان الصهيونى اليمينى المتطرف يعرف من أين تؤكل الكتف. أما الوقائع على الأرض فتؤكد بأن إسرائيل لن تعطى شبرا من القدس للفلسطينيين إذا بقى العرب على هذا الحال من الضعف والاستهتار بالقضية الفلسطينية عامة، وبالقدس على وجه الخصوص. وعامة، فإن البيانات الأوروبية لم تأت بجديد، فهى ليست إلا كلامًا على الورق، ولا تعنى شيئًا فى النهاية، ولا تعيد حقًا سلبته إسرائيل من الفلسطينيين. فلأن الغرب ظالم فلا يمكن أن يكون محايدًا، وبالتالى لا يمكن له أن ينصف العرب والمسلمين أبدًا.. لقد تعامل الغرب مع العرب باستهانة، والسبب إذعانهم وخضوعهم له. ويكفى أنهم حتى الآن لا تقوى قياداتهم على استخدام وسائل يملكونها تمنح دولهم القوة والمنعة والحصانة، وتضفى عليهم الهيبة مثل التلويح بأن مصلحة أمريكا وأوروبا ستكون مهددة إذا لم يلتزموا الحيدة. ويكفى التهديد بسحب الأرصدة العربية، وإغلاق سوق العمل فى بلادنا أمام مواطنيهم.

ويثور التساؤل: أليس غريبًا أن يرضخ الغرب للابتزاز الإسرائيلى ونظل نحن عاجزين مغيبين؟ لقد خلطت الإدارة الأمريكية الأوراق عندما تراجعت عن وعودها ومضت تتحدث اليوم بلغة إسرائيل، وتنسى أمريكا أو تتناسى أن مضى إسرائيل قدمًا فى الاستيطان إنما يعنى فرض واقع جديد على الأرض. وهو ما يعنى أن إدارة نتنياهو قد نجحت فى إخضاع الإدارة الأمريكية لمنطلقاتها وأهدافها. ويظل عباس أمام معضلة مزدوجة، فهو لا يستطيع الذهاب إلى مفاوضات تجرى وفق شروط إسرائيلية مدعومة أمريكيًا، وإلا كان بذلك يفرط فى ثوابت فلسطينية ويحكم على نفسه بالعار، وفى الوقت نفسه لا يستطيع عدم الإذعان لأمريكا وإلا فإنها سترفع يدها عن مؤازرته ليبقى معزولًا طريدا وعندئذ سيكون مهددًا بوقف المساعدات المالية بحيث يتعذر عليه دفع رواتب موظفيه.