رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

معلوم أن الصوم هو أقدم وصية عرفتها البشرية، فقد كانت الوصية التى أعطاها الله لأبينا آدم، هى أن يمتنع عن الأكل من صنف معين بالذات، من شجرة معينة (تك 2: 16، 17)، بينما يمكن أن يأكل من باقى الأصناف.

ويذكرنا قداسة البابا شنودة الثالث أن الصائم ليس مطلق الحرية، يأخذ من كل ما يراه، ومن كل ما يهواه.. بل هناك ما يجب أن يمتنع عنه، أى أن يضبط إرادته من جهته، وهكذا كان على الإنسان منذ البدء أن يضبط جسده، فقد تكون الشجرة «جيدة للأكل، وبهجة للعيون، وشهية للنظر» (تك 3: 60 )، ومع ذلك يجب الامتناع عنها..

ومعلوم عن الأربعة آحاد الوسطى فى الصوم الكبير التالى.. الأول هو أحد الابن الضال وهو فصل الاختيار، الابن الضال فقد كل شىء إلا الرجاء وعندما رجع إلى بيت أبيه وجد أن السجن خارج البيت، أما مع أبيه فهى الحرية الكاملة، والثانى هو أحد السامرية وهو فصل التكرار، فالسامرية كررت الخطية خمس مرات، ولكن عند مقابلتها للسيد المسيح كشفت هذه الخطية ولفظتها ولم تعد إليها، أما الثالث فهو أحد المخلع وهو فصل الاستمرار، فالمخلع ظل هكذا لمدة ٣٨ سنة، وفى العهد القديم كان المرض يرتبط بالخطية، فخطية المخلع قيدته، ولكن ظهر الرجاء عندما قابل السيد المسيح، وقال له: قم احمل سريرك وامشِ فيجب ألا نستسلم للخطية مهما طال الوقت.. والرابع هو أحد المولود أعمى وهو فصل المرار، فهذا الإنسان لم يبصر نوراً وهكذا الخطية عندما تمتد مع الإنسان تفقده البصيرة، ولكن يأتى الرجاء عندما يقابل السيد المسيح ويبصر..

يقول قداسة البابا فرنسيس بطريرك الكاثوليك بتلك المناسبة إن زمن الصوم هو زمن للإيمان، أى لكى نقبل الله فى حياتنا ونسمح له بأن «يقيم معنا».. هذا ما كتبه قداسة البابا فرنسيس فى رسالته بمناسبة زمن الصوم الكبير لعام ٢٠٢١...

وفى رسالة محبة وسلام أضاف قداسته «انطلاقاً من المحبة الاجتماعية، يمكننا أن نتقدم نحو حضارة الحب التى يمكننا جميعاً أن نشعر بأننا مدعوون إليها، كذلك يمكن للمحبة، بديناميكيتها العالمية، أن تبنى عالماً جديداً، لأنها ليست مجرد شعور عقيم، لا بل هى أفضل طريقة لبلوغ مسارات تنمية فعالة للجميع، إن المحبة هى عطية تعطى معنى لحياتنا وبفضلها نعتبر الذين يعانون الحرمان أفراداً من عائلتنا وأصدقائنا وإخوتنا، إن القليل، إذا شاركناه بمحبة، لا ينتهى أبداً، بل يتحول إلى زاد حياة وسعادة..

وقد ذكر قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن هناك العديد من المعانى الروحية التى يتضمنها الصوم الكبير المقدس، ويجعلنا نعيشها، ما يؤكد أهمية الصوم المقدس فى بناء الحياة الروحية، وأن الصوم الأربعينى به فترة انقطاع عن الطعام، وهو ما يساعد على تقوية الإرادة، يتبعها تناول للطعام النباتى، وهذا يرجعنا إلى حياة الفردوس ويذكرنا بها.