عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الآن.. ينقسم العالم إلى مناطق متنافسة للقوة الشرقية والغربية، ولكن هل هى حرب باردة جديدة أو إعادة تسخين بقايا من الحرب الأخيرة؟ الجواب مزيج من الاثنين. بالنسبة لفلاديمير بوتين، فإن التنافس بين القوى العظمى فى القرن العشرين لم ينته قط، على الرغم من أنه لم يكن الاتحاد السوفيتى الفائز الواضح من الناحية الاقتصادية والعسكرية. فإن الرئيس الروسى على عكس ذلك. لا يزال بإمكان روسيا أن تصنع لنفسها مصدر إزعاج عالمى. لا يمكن تجاهل دولة مسلحة نووياً لديها شهية للتوسع الإقليمى.

الغرب يصور غزو أوكرانيا على أنه خطأ فادح. وأن قبل ذلك، كان لدى بوتين خيارات. كان لديه تعامل مع الغرب. وشراء النفوذ بالغاز. والآن بالنسبة لهم مجرم حرب متهم، يدير محطة بنزين للبلدان التى لا تهتم بالعقوبات الغربية.

الحقيقة أن بوتين ليس منعزلاً كما تعتقد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى. لقد تمت إعادة سرد الحكاية بمنظور أن موسكو أجبرت على حرب أوكرانيا باعتبارها نتاجاً لعدوان الناتو، قد اقتنع الرأى العام فى الجنوب العالمى، لا سيما فى الأماكن التى تعتبر فيها الغطرسة العسكرية الغربية محنة مألوفة. وبالنسبة للآخرين، فإن الأمر برمته هو نزاع أوروبى ضيق مع عدم وجود واجب أخلاقى واضح للانحياز إلى جانب أى من الطرفين.

هذا يجعل مجموعة من العملاء للتجارة الروسية، وليس التحالفات الدائمة، نموذجاً متماسكاً للتنمية الاقتصادية والسياسية لمنافسة الديمقراطية الليبرالية.

لكن إذا كان فى خضم التفسير الأيديولوجى، ادعى الاتحاد السوفيتى أنه يمثل شيئاً أسمى من مصالح دولة واحدة. وكانت الشيوعية عقيدة عالمية. البوتينية ليس لديها مثل هذا الادعاء. إنه مزيج من حكم فرد والقومية المتعطشة للدماء. وهذا لا يعنى أنه يفتقر إلى المعجبين فى الخارج. إن رفض الرئيس الروسى للمثلية يحظى بجمهور متقبل من أقصى اليمين فى الولايات المتحدة وأوروبا. ويضخم الكرملين نفوذه من خلال ضخ معلومات فى المناقشات الرقمية الغربية والأموال القذرة فى الحملات الانتخابية.

وهذا يجعل من بوتين ملكاً للأشخاص الذين يشعرون بالمرارة من انتشار الليبرالية الاجتماعية فى بلدانهم.

بوتين قومى قوى، لكنه لم يكن قومياً عرقياً، على الأقل حتى وقت قريب جداً. وكان حريصاً جداً فى الطرق التى استخدم بها القومية فى خطابه. أنه يدرك حقيقة أن روسيا بلد متعدد الأعراق وأن محاولة استغلال الانقسامات العرقية داخل روسيا ستكون كارثية، بما فى ذلك قوة بوتين.. ولذا فقد حاول جاهداً التحدث بطريقة تسمح لكل فرد داخل الدولة بالحق فى الشعور بالوطنية.

لكن هناك مخاطر فى ذلك. وأحدهما هو الدرجة التى حشد بها نوع المجتمعات العرقية القومية السلافية اليمينية المتشددة فى روسيا لدعم هذه الحرب. إنه يجره أكثر فأكثر إلى أنواع الخطاب التى يتبناها، ويمكن أن يبدأ ذلك فى خلق المشاكل، لا سيما عندما نرى شيئاً مثل هذه التعبئة ومدى استفادتها من المجتمعات المهمشة.