رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحو المستقبل

قد يتعجب البعض من هذا السؤال البديهى، لكن الحقيقة أن ما نراه من مظاهر التكالب على السلع فى الأسوق والشره المبالغ فيه فى كل مظاهر حياتنا قبيل وأثناء هذا الشهر الذى ميزه الله عن كل شهور العام بفضائل ومميزات عديدة أهمها الزهد والرضا يجعل من هذا السؤال وإعادته مع كل رمضان ضروريا للتأمل وإعادة النظر فى سلوكنا وبعض عاداتنا وتقاليدنا!

لقد عرف الإمام الغزالى فى كتابه الشهير «إحياء علوم الدين» الصوم بقوله إنه كف وترك.. وأنه قهر لعدو الله لأن وسيلة الشيطان لعنه الله هى الشهوات، وإنما تقوى الشهوات بالأكل والشراب.. ومن ثم كان الصوم قمعاً

 للشيطان وسداً لمسالكه، وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لعائشة رضى الله عنها: داومى قرع باب الجنة. قالت: بماذا؟ قال: بالجوع. فهل نحن مع هذا الشره والتكالب نحس فعلاً بالجوع ونرجو من الله الجنة ؟!

وقد قال الإمام الغزالى أيضاً إن الصوم ثلاث درجات: صوم العموم وصوم الخصوص وصوم خصوص الخصوص؛ أما صوم العموم فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة. أما صوم الخصوص فهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام. وأما صوم خصوص الخصوص فصوم القلب عن الدنايا والأفكار الدنيوية وكفه عما سوى الله عز وجل بالكلية. وقد حدد الإمام لهذه الدرجة العليا من الصوم ستة خصائص منها وربما أهمها ألا يستكثر الصائم من الطعام الحلال وقت الإفطار بحيث يمتلئ جوفه! وقد استنكر الغزالى فى هذا المقام عادة ادخار جميع الأطعمة لرمضان، حيث يؤكل منها فيه ما لا يؤكل فى عدة أشهر فى غيره بينما المقصود من الصوم الخواء وكسر الهوى لتقوى النفس على التقوى!!. فأين نحن من ذلك؟! إننا بالفعل نعيشه كشهر للأكل وليس للصوم وكسر الشهوات وقمعها !!، فكل الاستعداد لاستقباله يكون بتخزين أشهى المأكولات وأثمنها. ومن المعروف أن أعلى معدلات استهلاك للمواد الغذائية يكون فى هذا الشهر بالذات!!

وبالطبع نحن لا نعيب على الناس ذلك ؛ فقد تربينا ودرجنا على أن ندعو رمضان بشهر الكرم وأِبسط ما يقال فى التهنئة بقدومه هو قول بعضنا لبعض: »رمضان كريم« فهل المقصود بالكرم هنا الاستغراق فى الشهوات الحلال والاكثار من الأكل والشراب أم المقصود أنه شهر يجود فيه الجميع على الجميع بالفضل وأن لا أحد فيه يحرم من هذا الفضل أو يعانى بشدة من الجوع؟!

لقد أمرنا الله بالإنفاق ومد يد العون للآخرين فى سرية وكتمان بحيث «لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه»، «إن تبدوا الصدقات فنعما هى وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير».