عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

الكلام الذى قاله ناصر كنعانى، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عن اتفاق بلاده مع السعودية المعلن يوم ١٠ مارس، هو كلام يحتمل معنيين.. وكان كنعانى يتحدث إلى وكالة الأنباء الرسمية عن الاتفاق، فقال إنه قد يشكل قوة دافعة إلى تحقيق الاستقرار الإقليمى بما يصب فى النهاية فى صالح المنطقة كلها. 

ورغم أن كلام الرجل شكله جميل، فإن كلمة واحدة فيه من حرفين، تجعل الذين طالعوا حديثه يعودون إلى مطالعته من جديد ليتبينوا معناه بالضبط. 

هذه الكلمة هى «قد» التى تفيد الاحتمال فى اللغة، ولذلك، فمجيئها مقترنة بفعل فى سياق أى كلام، يظل يفيد أن هذا الفعل يمكن أن يحدث ويمكن العكس. 

ولأن الاعلان عن الاتفاق كان فى ١٠ من الشهر، فهو لا يزال فى مراحله الأولى، والذين ضجوا من توترات المنطقة ومن عدم استقرارها يأملون أن يكون هذا الاتفاق عند حُسن ظنهم به، ويأملون أيضًا أن يكون الايرانيون جادين فيه بما يكفى، وأن يدركوا أن نجاحه سيكون فى مصلحتهم بالدرجة نفسها التى سيكون بها فى مصلحة بقية الدول فى الاقليم. 

وإذا كانت الصين هى ضامن الاتفاق، وهى التى ترعاه منذ كان فكرة إلى أن تحول لاتفاق مكتوب بين طرفيه، فهى لا بد مهتمة جدًا بنجاحه، وحريصة على أن يذهب منذ يومه الأول إلى أهدافه، وراغبة فى أن يكون الطرف الإيرانى على قدر كلمته، وتعهداته، والتزاماته. 

وأنا أخص الطرف الايرانى لأن الطرف السعودى لن يخل بما يلتزم به، ولأنه يريد من زمان ويدعو إلى سلام يسود بينه وبين ايران، ثم يسود على مستوى أوسع بين الايرانيين والخليج كله، وعلى مستوى أوسع وأوسع بينهم وبين العرب جميعًا فى الإجمال. 

وربما يكون هذا الاتفاق فرصة لا يجوز لإيران أن تضيعها، لأنها إذا ضاعت فلن يكون من السهل تعويضها، ولا حتى الحصول على فرصة أخرى مشابهة لها فى المستقبل. 

وهى كذلك لأن الصين هى الضامن فيها، وهى الدولة الراعية، وهى التى احتضنت مفاوضات الاتفاق فى سرية مطلقة، وهذا كله يقول إن بكين دخلت الموضوع بعزيمة مؤكدة، وانخرطت فيه بكل ما لديها من أدوات إنجاحه، وأعلنت عنه وهى تراهن على أن يكون رهانها فى محله. 

ليت طهران تتوقف عند كل هذه المعانى، ولو فعلت فستنتصر لنفسها قبل أن تنتصر للصين، أو للسعودية، أو للمنطقة والإقليم.