رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جو دفىء حنون لصباح مشرق.. ومع دقات السابعة صباحا, يدق القلب مستعداً ومتحمساً لاستقبال يوم جديد, بكل ما يحمله هذا اليوم من تفاصيل: لإنجازات ونجاحات, عثرات وخيبات, قصص تبدأ وأخرى تنتهى.. يوم من أيام الحياة!, يبدأ وكالعادة برائحة القهوة وجرائد الصباح، ويصادف صوت المذياع على أثير إذاعة الأغانى, كلمات للرائع «مأمون الشناوى» يغنيها الأروع «فريد الأطرش» إنها أغنية «الربيع».

آدى الربيع عاد من تانى والبدر هلت أنواره.. وفين حبيبى اللى رمانى من جنة الحب لناره. 

وغاب عنى لا كلمنى ولا قالى إمتى راح أشوفه.. وأقول يمكن يرحمنى ويبعت فى الربيع طيفه.

وآدى الربيع عاد من تانى!

ويااااه لروعة الربيع وعودته فى شهر «مارس» من كل عام! وما أدرانا ما «مارس»!! فمعظمنا رجالاً ونساء.. أطفالاً, شباباً وكهولاً نحب «مارس»! لربما لأنه بداية فصل الربيع، فصل الحب والأشعار, العطاء والجمال, وفيه تتجدد الحياة.. هذا الفصل الذى نشعر فيه بالأجواء الدفئة، ونرى الورود بألوانها الطبيعية الخلابة, وتتفتح فيه الزهور التى يطوف نسيم عبيرها حولنا، وتخرج فيه الطيور من أعشاشها لتملأ السماء بالغناء.. وكأنه مهرجان للبهجة.

ومن باب المصادفة السعيدة, أن يصادف هذا الشهر وتلك الفصل الرائع أيضاً لثلاثة تواريخ أو مناسبات نسائية ترتبط ارتباطاً مباشراً ووثيق بالمرأة. وكم يروق لى أن أسميه بـ«شهر المرأة», حيث نحتفل فيه نحن النساء وتحتفلون بنا ومعانا أيها الرجال الأوفياء على حسب الترتيب الزمنى بـ: 8 مارس يوم المرأة العالمى، 16 مارس يوم المرأة المصرية, 21 مارس عيد الأم.. ثلاثة أيام فى تاريخ المرأة لا تنسى بل لا يجب ألا تنسى!

فما قصة تلك الأيام تحديداً؟ وما علاقة كل منها بكل مناسبة من تلك المناسبات الثلاث؟ وما سر ارتباطها بالمرأة؟

وتعالوا معى نرجع للخلف قليلاً لنمر عليها «أى تلك الأيام الثلاثة» سريعاً, لربما نأخذ معلومة، أو نخرج بمغزى، أو نستلهم شيئاً، أو نجدد أملاً أو عهداً قديماً كنا قد قطعناه على أنفسنا، ثم حدث أن نسيناه أو تناسيناه متعمدين أو نستنى إياه الأيام وتجارب الحياة.. ولنحكى للصغيرات تاريخ جداتهن العظيمات الملىء بالتحدى والصعاب.. والأمل والعمل والكفاح والإرادة والعزيمة.. ودعونا نغرس فيهن من خلال ذلك قيماً كالخير والحق والجمال وفن حب وممارسة الحياة.

فيوم 8 مارس وهو (اليوم العالمى للمرأة)، قد تم الاحتفال به لأول مرة منذ ما يقرب من 100 عام، ويقال: إن فكرة اختيار هذا اليوم ارتبطت بالإضرابات التى قامت بها العاملات فى صناعة النسيج فى مدينة «نيويورك» بالولايات المتحدة عام 1857م، وفى 8 مارس احتجاجاً على ظروف عملهن السيئة. إلا أن هناك من يشير أيضاً إلى أن اختيار هذا اليوم مرتبط بالمظاهرة التى نظمتها ناشطات اشتراكيات مطالبات بحقهن فى التصويت فى 1908م. وعلى كل الأحوال فإن الاحتفال يتم من أجل تثمين نضالات النساء الماضية وإنجازاتهن. وقد احتفلت بهذا اليوم الأمم المتحدة عام 1975م، لأول مرة، وتولى له اليونسكو اهتماماً كبيراً.

وأما يوم 16 مارس فهو ذكرى (ثورة المرأة المصرية) إنه اليوم الذى استشهدت فيه السيدة «حميدة خليل» أول شهيدة مصرية من أجل الوطن فى سنة 1919م, حيث تظاهرت حوالى 300 امرأة مصرية بقيادة «هدى شعراوى», منددين بالاحتلال البريطانى آنذاك, رافعين أعلاماً عليها هلالاً وصليباً كرمز للوحدة الوطنية, وسقط فى هذا اليوم الفاصل عدد كبير من الشهيدات المصريات. وفى 16 مارس أيضاً من عام 1923م دعت «هدى شعراوى مرة أخرى لتأسيس أول اتحاد نسائى، وكان على رأس مطالبه رفع مستوى المرأة لتحقيق المساواة السياسية والاجتماعية مع الرجل، والحق فى التعليم، وإصلاح قوانين الزواج. ويأتى 16 مارس 1956م وتحصل المرأة المصرية على حقها فى الانتخاب والترشيح. 

وأما يوم 21 مارس (عيد الأم) فكان أول من فكر فيه الصحفى الرائد «على أمين» مؤسس جريدة أخبار اليوم مع أخيه «مصطفى أمين»، فقد طرح «على أمين» الفكرة فى كتابة «أمريكا الضاحكة» فى البداية، ثم طرحها مرة أخرى بعد 10 سنين فى مقاله اليومى «فكرة» قائلاً (لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم ونجعله عيداً قومياً فى بلادنا وبلاد الشرق). وذلك بعد أن زارته أم وحكت له قصتها الموجعة والتى أثرت فيه، فنشر فى أخبار اليوم فى عددها الصادر فى 9 مارس 1957م الإعلان عن أول طابع بمناسبة عيد الأم، وذلك بعد أن شجعه القراء على الفكرة، وبالفعل تم اختيار هذا اليوم تحديداً، تزامناً مع بداية فصل الربيع ليكون رمزاً للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة، وخرجت الفكرة من مصر للبلدان الأخرى.

وفى الختام أعلم أن مجتمعنا بتأليفه القائم يعوق لحد كبير نمو وازدهار الشخصيات الإيجابية، ولكنى على يقين أيضاً بأنك أنت من تصنع هذا المجتمع، من تعلمه فنون الحياة والحب. ولربما لا تتمكنين من التحكم في كل ما يدور من حولك، إلا أنه يمكنك ألا تسمحى له بالتأثير عليك، فعليك أنت التأثير عليه، أنت أقوى وأشجع مما تتخيلين، أنت متجددة وملهمة كالربيع، وماتخافين منه مهماً كان قوياً إلا أنك أقوى، فمن سيقدر على إيقافك عندما تشرعين فى أداء أدوارك بإبداع! 

فأفكارنا وعواطفنا وإحساسنا.. هى من تصنع شخصيتنا، فلنوجهها دائماً للجمال لا للقبح، ولن نستطيع ذلك إلا إذا شعرنا بالحب (الحب بمفهومه الشامل والواسع) ولن نحس هذا الحب حتى نخرج ما بداخلنا من تميز فيما نتميز به.. فى العلم، الفن، الشعر، الرسم، الأدب و...... فقط ابحثى عن ذاتك الحقيقية داخل دهاليز نفسك، وخارج تلك القوالب الجامدة التى فرضت عليكى.