عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طلة

مجموعة مشاهد عديدة شهدتها نقابة الصحفيين يوم الجمعة الماضية، جعلتنى أشعر بالفخر مجددًا لانتمائى لتلك المهنة النبيلة التى تهدف للبحث عن الحقيقة فى كل زمان ومكان. فخور بأنى صحفى أحد أعضاء الجمعية العمومية التى اجتمعت فى مقر النقابة العريقة لانتخابات التجديد النصفى التى تتم فى شهر مارس كل عامين لاختيار نقيب جديد وستة من أعضاء مجلس النقابة.

 

فخور بتلك الأجواء الديمقراطية الرائعة التى تمت فيها الانتخابات التى لا أبالغ لو قلت إنى أعتبرها عيدا ينعقد كل عامين، كيف لا يكون عيدا ونحن نلتقى فيه بزملاء وأصدقاء أعزاء وأساتذة أجلاء ممن تحول ظروف العمل اليومى الشاق دون أن نلتقى بهم بانتظام. كيف لا أكون فخورا بهذا الاحترام المتبادل بين الجميع مهما اختلفت انتماءاتهم الفكرية والايدلوجية. ذلك الاختلاف الذى لا يفسد للود قضية ولا يعنى أن نجرم بعضنا بعضا أو نزايد على بعض فى حب الوطن والالتفاف حول كل قضايا الوطن والمهنة.

فخور بتلك الروح الرائعة بين الزميلين والصديقين العزيزين خالد ميرى والذى كان أول من بادر فى تصرف راق ومسئول بتهنئة خالد البلشى الفائز نقيبًا للصحفيين لدورة جديدة. ربما لا يعرف الكثيرون أن الخالدين: ميرى والبلشي، زملاء دفعة واحدة فى كلية الإعلام كما تزاملا فى عضوية مجلس النقابة سنوات طويلة قبل أن تضعهما الانتخابات فى تلك المنافسة الشريفة وجها لوجه، لم يتردد ميرى فى تهنئة البلشى الذى رد التحية بشكر ميرى على تلك الروح الطيبة وعلى المنافسة العادلة التى جرت بينهما. ربما يكون خالد ميرى قد خسر موقع النقيب لكنه بدون شك اكتسب احترامًا كبيرًا حتى ممن يختلفون معه فى الرأى. ويقينى أنه سيكون سندًا ومعينًا ومستشارًا أمينا لصديقه النقيب الجديد. فمن يدمن العمل العام مثل خالد ميرى ليس له خيار أن يبتعد عنه، وسيظل العمل النقابى فى دمه خلال العامين اللذين ربما يبتعد فيهما عن النقابة ماديا، لكنه أبدًا لن يغيب عنها معنوياً. وكل من الخالدين فى سن الشباب ولا يزال أمام كل منهما المستقبل ليحقق كل ما يتطلع إليه من طموح مشروع على كل الأصعدة الصحفية والإعلامية.

فخور بهذا العدد الكبير من الزملاء الذين رشحوا أنفسهم فى تلك الانتخابات. جميل جدا أن يكون لدى كل هؤلاء رغبة حقيقية فى خدمة المهنة وأبنائها. والأجمل أن كل من لم يحالفه النجاح أعلن فور ظهور النتيجة تهنئته للفائزين، مع التأكيد على استمراره -رغم عدم توفيقه- فى تنفيذ كل ما وعد به فى برنامجه الانتخابى. والكل يعرف أن الجمعية العمومية لا ترحم من يخدعها وأنها تراقب وتحلل الأداء طيلة العامين سواء من نجح أو من لم يوفق، وتعرف أيضا من سيحرص على الاستمرار فى خدمة زملائه ومن سيترك الساحة، فإذا فكر بعد عامين فى الترشح من جديد جاء التصويت ليرد عليه فى الوقت الذى ينحاز نفس الناخبون لمن لم يتخل عنهم حتى وهو خارج النقابة واستمر فى خدماته والوقوف بجانبهم، فإذا ما طرح نفسه بعد عامين حصد أغلبية الأصوات والأمثلة على ذلك كثيرة.

فخور بأنى عضو فى تلك الجمعية العمومية التى أعادت التأكيد على الرفض التام لأى شكل من أشكال التطبيع مع العدو الصهيونى، بل وتجريم تلك الفعلة المخلة بالشرف وإحالة مرتكبيها من الصحفيين إلى لجنة تأديب تمهيدًا لفصلهم نهائيًا، فليس من حق من يضع يده فى يد الصهاينة أن يدنس أشرف مهنة عرفها التاريخ مهنة أرباب القلم. فنقابة الصحفيين التى أتمت اثنين وثمانين عامًا كانت وستظل نقابة للشرفاء والشرفاء فقط، فلا نامت أعين المطبعين الجبناء.