رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقى

فى مسرحية (الأميرة تنتظر) يقول مؤلفها الشاعر الرائد المجدد صلاح عبدالصبور (الضحك خبز القلب)، ونستطيع بمناسبة اليوم العالمى للشعر الذى يحل فى 21 مارس من كل عام أن نبدل الكلمة الأولى لتغدو الجملة هكذا (الشعر خبز القلب)، ذلك أن المرء الذى يتذوق الشعر يصبح ذا مشاعر إنسانية فياضة تجعل قلبه أكثر رهافة، فينبذ الكراهية ويخاصم الشر على قدر طاقته.

توثقت علاقتى بالشعر منذ الطفولة، فقد حظيت بأسرة عاشقة للأدب والفن والثقافة، لذا أذكر جيدًا أن الوالد الكريم كان يشرح لى، وأنا فى العاشرة، معانى قصيدة شوقى (مضناك جفاه مرقده) التى يترنم بها عبدالوهاب، كما كان شقيقى الأكبر المرحوم المحاسب إبراهيم يحضنى على استيعاب قصيدة (ثورة الشك) التى تشدو بها أم كلثوم، وأذكر أيضا كيف بسط لى معنى البيت الذى يقول (وكم طافت على ظلال شك/ أقضت مضجعى واستعبدتني)، أما شقيقى المهندس فكرى، رعى الله أيامه ولياليه، فكان يتلو على مسامعى قصائد شوقى التى خصصها للأطفال مثل (الليث والضفدع)، و(برز الثعلب يومًا)، وغيرها، ويتفنن فى شرح جمالياتها موضحًا براعة شوقى الخارقة.

حتى شقيقتى الكبرى المرحومة الدكتورة ماجدة كان لها نصيب معتبر مع الشعر، وأذكر أيضًا كيف كانت تشرح لى القصائد التى تتغنى بها أم كلثوم وفيروز مثل (سلوا كؤوس الطلى)، و(سلوا قلبي)، و(نهج البردة)، و(أغار من نسمة الجنوب)، و(يا عاقد الحاجبين) وغيرها.

كذلك لا يمكن لى نسيان حصافة شقيقى الأكبر المرحوم فوزى وهو ينبهنى إلى الأداء الدافئ لعبدالحليم حافظ وهو يغنى قصائد (لقاء)، و(لا تلمني)، و(ربما)، و(سمراء يا حلم الطفولة) وغيرها... كل هذه المائدة العامرة بالقصائد انفعلت بها واستوعبتها وحفظتها وأنا لم اتجاوز عامى الحادى عشر بعد!.

ومرّت الأيام، وعبرت بحر المراهقة لأصل إلى الشاطئ الأول للشباب مدججًا بغرام طاغ بالشعر وفنونه، وهكذا وجدتنى أفتش على دواوين الشعراء فى معرض الكتاب او عند باعة الكتب القديمة بسور الأزبكية. وهكذا أيضا التهمت جلّ ما كتبه صلاح عبدالصبور وأحمد عبدالمعطى حجازى ونزار قبانى ومحمود درويش وبدر شاكر السياب ونازك الملائكة ومحمد مهران السيد وعفيفى مطر وغيرهم كثير.

ثم دارت الأيام، وغادرت القاهرة إلى دبى، وشاركت فى تأسيس مجلة الصدى، وتوليت رئاسة القسم الثقافى بها ست سنوات ونصف العام، ثم أسسنا مجلة دبى الثقافية وظللت أدير تحريرها ثمانى سنوات كاملة، أطلقنا خلالها جائزة كبرى للشعر، وهكذا تعرفت عن قرب إلى شعراء كبار من الدول العربية كافة، وقد زارنى فى مكتبى بدبى الثقافية أكابر شعرائنا العظام أمثال حجازى وأدونيس وعلى جعفر العلاق وشوقى بزيع وأمجد ناصر وغيرهم، كما التقيت محمود درويش وعبدالعزيز المقالح ومحمد على شمس الدين وأحمد عنتر مصطفى وأحمد الشهاوى وجميل دارى وعارف الساعدى وحسن المطروشى وعبده وازن وبشير رفعت وسامح محجوب وياسين عدنان وأحمد حسن وجواد الحطاب وغيرهم عشرات.

حقاً... ما أجمل الشعر، وما أروع الشعراء.