عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

 

 

كان الدكتور لويس عوض لتعدد الآراء حوله يبدو كأنه أديب ناقد غامض، فهو احتسب شيوعيا ثم معاديا لثورة 23 يوليو، ثم فى معطف الثورة ذاتها، ثم خارج المجتمع فى برجه العاجى، ثم احتسب فى المجتمع. وكل هذه الانطباعات حوله سببها تنوع أعماله الكبيرة.. إن الدكتور لويس عوض كان من رواد مدرسة النقد التفسيرى والاتجاه التفسيرى فى نقد لويس عوض للأعمال الأدبية الجديدة ليس إلا امتدادا لتخصصه كأستاذ للأدب.

كانت اتجاهات النقد الادبى فى مصر فى النصف الأول من القرن العشرين تتأثر باتجاهات النقد الغربى، وتسعى نحو النظر فى الأدب العربى شعرا ونثرا بمنظار تلك الاتجاهات، وقد قال لويس عوض إن أكبر تطور حدث فى تاريخ النقد الأدبى وضع الأسس فى النصف الثانى من القرن العشرين، وفى هذه الحقبة الثورية ذاتها ظهرت أربعة اتجاهات أساسية، فإلى جانب الاتجاه البلاغى الذى احتفظ باستمراره ظهرت مدرسة محمود أمين العالم وعبدالعظيم أنيس، وتبنى دعوة الأدب للمجتمع وللتغيير الاجتماعى. وهناك المدرسة التاريخية التى تبناها لويس عوض نفسه، وهناك مدرسة الفن للفن التى كان يمثلها الدكتور رشاد رشدى الذى جمع حوله مجموعة من النقاد الشبان.

وافاد لويس عوض من هذه الاتجاهات وغيرها وأراد أن ينتفع منها كلها من أجل زيادة الفهم، واتساع المعرفة وسبر أغوار النصوص الأدبية فلم يتعصب لاتجاه ولم يجعل من نفسه داعية، إنما كان ناقدا عقلانيا مستنيرا، ولعنصر التنوير مكان بين تكوينه الثقافى وخاصة التنوير الذى يعلى من شأن العقل ولا يجعل فوقه سلطانا، فهو المرجع الذى يحتكم اليه فى كل شئون الحياة، ولقد تمثلت آثار لويس عوض فى التنوير منذ أولى مقالاته، وهو يسعى إلى اشاعة حكم العقل، والى تبديد الظلام ومحاربة الخرافة والجهل. والأدب لديه نشاط هادف الى خير الانسان يسعى به الى بناء حياته على نحو متسم بالكمال، ولقد بقيت هذه الحقيقة على مدار حياته الأدبية، وقد أكدها فى مقابلة فى أواخر المقابلات معه، إذ قال اضاءة الشموع كلها هو اسلوبى فى الرد على الظلام.

لذلك كان التنوير والتفسير معلمين واضحين فى مسيرة لويس عوض الأدبية الثقافية، بل هو فى كل ما كتب فيما يتصل بالنصوص الأدبية كان  مفسرا يسعى الى التنوير، وقد كان نقده للشعر متوازنا وعقلانيا ويقول فى احدى مقابلاته ان ما ينشر فى الصحافة اليومية بالغ الرداءة ونموذجه السيئ هو ما ينشر فيه الأهرام، ولا تكمن عيوبه بأنه شعر عمودى ولكنه ليس شعرا. انه نظم عاجز عن أن يكون شعرا والصفحة الادبية فى جريدة يومية كبرى، هى كما نفترض مرآة الحركة الشعرية وأقرأ أحيانا فى مجلة ابداع تجارب غامضة وأخرى كسيحة. والقليل النادر من الشعر لا أعرف ماذا حدث وماذا يحدث، إننى من أنصار التجديد بل من المحرضين عليه، ولكننى أرى نفسى محاصرا بالزيف العمودى من جانب والتفعيلة المزيفة من جانب اخر.

لم يتوقف نقد لويس عوض عند الشعر فقط بل امتداد ليشمل الرواية والمسرح ومعظم فروع الأدب. ويتجلى ذلك فى كتابه الحرية ونقد الحرية، وهو مقالات نشرت فى الصحافة الادبية أولا، ثم جمعت فى كتاب شأن أكثر مؤلفات لويس عوض الأخرى، ولقد تناولت هذه المقالات الرواية والمسرحية والشعر، الى جوار شئون ثقافية اخرى. ويشتمل الكتاب على نقده رواية عودة الروح لتوفيق الحكيم ومسرحية براكسا للحكيم ايضا ومسرحية صلاح عبدالصبور الشعرية مسافر ليل، والغسق شعر حسين عفيف مبينا طريقته فى ممارسة  النقد الأدبى.

رحم الله المثقف البارع الدكتور لويس عوض الذى يعد  قامة ثقافية عظيمة لم تجد بها البلاد بعد ذلك.