رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

تداعيات الاتفاق الإيراني ـ السعودي، الذي تمَّ مؤخرًا برعاية الصين، خلَّفت «زلزالًا» كبيرًا، سوف تظهر آثاره قريبًا على المنطقة، سواء أكان على الساحة السياسية، أو التأثير غير المباشر على «الهيمنة الأمريكية».

هذا الاتفاق يجعلنا أكثر تفاؤلًا بأنه قد يكون بداية لتعزيز نفوذ الصين، إيذانًا ببدء مرحلة ما بعد أمريكا بالشرق الأوسط، والتي ترهَّل نفوذها مؤخرًا، ولم تعد قادرة ـ كما في السابق ـ على توظيف قدراتها لتحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة.

لذلك لا نستبعد أن تتصاعد بعض المخاوف الإقليمية والدولية جراء هذا التقارب لما يمثله البلدان من ثقل استراتيجي، ومكانة إقليمية، ونفوذً كبيرًا في المنطقة، لا سيما تأثيرهما المباشر وغير المباشر في العديد من القضايا الشائكة والملفات العالقة.

ردود الأفعال العربية كانت إيجابية، بشأن إعلان السعودية وإيران اتفاقهما على إعادة العلاقات الطبيعية، وإعادة فتح السفارات وتبادل السفراء، في خطوة مهمة وإن كانت متأخرة، لكنها حتمًا ستعزز الأمن والاستقرار في المنطقة، بما ينعكس على تبريد الأزمات الساخنة، خصوصًا في اليمن ولبنان وسورية.

وعلى وقْع تداعيات الاتفاق وتطبيع العلاقات، تباينت ردود الأفعال الإقليمية والدولية، خصوصًا أن الاتفاق سينهي بالضرورة حقبة أليمة من الصراعات التي كلفت المنطقة الكثير، وأدخلتها في مرحلة من التوتر وعدم الاستقرار.

لكن الاتفاق شكَّل «صفعة» قوية على وجه الولايات المتحدة، كما أشعل الغضب في كيان الاحتلال «الإسرائيلي» بشكل كبير، حيث اعتبرت المعارضة أن الإعلان عن الاتفاق السعودي ـ الإيراني بمثابة «البصقة» في وجه «نتنياهو».

عندما نتحدث عن عودة العلاقات بين إيران والسعودية، فالحديث هنا ليس عن مجرد دولتين متجاورتين على ضفتي الخليج، بل عن بلدين بإمكانهما نزع أهم فتيلٍ يساهم في تأزيم وتسخين المنطقة، وهو الخلاف «السني ـ الشيعي».

ربما أدرك الطرفان ـ ولو متأخرًا ـ أن السياسة هي فن المصالح، ولذلك يجب التفكير في المستقبل، والبحث عن تحقيق «انتصارات» عجزت عنها الحروب بالوكالة، وبالتالي لا نستبعد أن يُعيد هذا الاتفاق تشكيل الشرق الأوسط من جديد، لينتهي إلى الأبد ما يسمى حلم «ناتو» عربي لضرب إيران وإشعال المنطقة.

وتبقى تساؤلات كثيرة، لعل أهمها: ما دوافع البلدين «المتخاصمين» للإقدام على ذلك، وهل تم الاتفاق بمنأى عن الإرادة الأمريكية أم بدعمها، وهل سيصمد وستلتزم الأطراف بتنفيذه على الأرض.. ومَن الخاسر والرابح؟

أخيرًا.. ما انعكاسات ذلك الاتفاق على اتفاقيات «إبراهام» و«التطبيع»، وهل سيمنع عدوانًا عسكريًا إسرائيليًا محتملًا ضد إيران، وهل سيزيد من فرص توقيع اتفاق نووي أم سيقلصها، وهل يعكس تراجعًا لهيمنة أمريكا بالمنطقة وتعزيزًا لنفوذ الصين؟

فصل الخطاب:

يقول «ونستون تشرشل»: «في السياسة ليس هناك عدو دائم، أو صديق دائم.. هناك مصالح دائمة».

[email protected]