رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجاه

بديهية الإجابة، أنه عندما تجتمع الإرادات العربية، على التصدى للعربدة الإسرائيلية، وإنذارتل أبيب بالتوقف عن استهداف سوريا، ربما تتراجع عن خططها العدوانية، ليس ضد أهداف سورية وحسب، لكن يمكنها أن تأخذ فى الحسبان، جدية الجمع العربى، فيما يتعلق بهجماتها العسكرية- شبه اليومية- على الشعب الفلسطينى، فى كل مكان من أرضه المحتلة، لكن وبكل أسف، الأمور لا تسير على هذا النحو، بقدر ما تتحكم فيها علاقات دولية معقدة، وتوازنات سياسية لا أخلاقية، تذهب بضحايا أبرياء هنا وهناك، نتيجة الازدواجية فى المعايير، والانحياز دائماً للطرف الإسرائيلى، عندما ينصفه الأمريكيون، فى مواجهة أى تحرك أممى، لإدانة ما يرتكبه من عدوان.

● لم تمر سوى أيام قليلة، على قصف مطار حلب الدولى، الذى تعمد الطيران الإسرائيلى، تدميره وإخراجه من الخدمة، وكالعادة لم يلمس المجتمع العربى، أى إدانات أو الضغط على حكومة تل أبيب، حتى تتوقف عن الإغارة على الأراضى السورية، والكف عن استهداف ما أبقته الحرب الأهلية، من مرافق البنى التحتية، وحقن دماء المدنيين، الذين تقتلهم الآلة العسكرية، بمبررات تختلقها القيادة الإسرائيلية، عن تواجد معسكرات إيرانية، تتولى تدريب كوادر جهادية، وتهريب الأسلحة لحزب الله فى لبنان، وإلى فصائل المقاومة فى فلسطين، وتحت هذه الإدعاءات، تمنح سلاحها الجوى، رخصة قتل أبناء الشعب السورى.

● بالطبع، إسرائيل تنتهج هذا الأسلوب منذ سنوات طويلة، ولو تذكرنا حادث قصف معسكر تدريبى، للمقاومة الفلسطينية فى ريف دمشق، فى العام2003، فهو يكشف المخطط العدوانى للدولة العبرية، وكذلك الأكاذيب التى تصدِرها، حتى يسكت المجتمع الدولى، عن أى جرائم ترتكبها فى سوريا، مثلما قصفت منشأة فى دير الزور، فى العام 2007، وإدعت- وقتها- أنها مفاعل نووى يجرى إنشاؤه، ولم تتوقف عند هذا الحد، وتوسعت فى تغيير قواعد عملياتها، لتشمل سياسة الإغتيالات، لشخصيات من قادة المقاومة، وبين العامين2004 و2008، تمكنت أجهزتها الاستخبارية، من تصفية3 قيادت، فلسطينى وسورى، وعماد مغنية من حزب الله.

● وعندما دخلت الدولة السورية، فى أزمة مارس 2011، على وقع احتجاجات ما قالوا: إنها ثورات الربيع العربى، ترقبت إسرائيل مدى صمود النظام السورى، وكانت تتحين استغلال الظروف، غير أنها لم تجرؤ على التورط، أمام قدرة الجيش العربى السورى، على الانتشار والسيطرة على البلاد بالكامل، وبالتالى كانت مخاوف القادة الإسرائيليين، أن تندلع حرب إقليمية، كما لو كانت رد فعل قوى، إذا ما قررت تل أبيب، التدخل فى مسارات الحرب الأهلية، التى كانت تحرى مابين القوات السورية، من جهة، وبين التنظيمات الإرهابية وميلشيات المعارضة فى الداخل، والمؤامرة الأمريكية وتحالفها-83 دولة- من الخارج، من ناحية أخرى.

● لكن ما حدث بعد ذلك، أن كثفت إسرائيل ضرباتها الجوية، خاصة فى السنوات الثلاث الأخيرة، لأهداف استراتيجية، فى العاصمة دمشق، والعديد من المحافظات السورية، بينها ما طال مطار دمشق الدولى، حتى توقف عن الخدمة، فضلاّ عن سقوط ضحايا عسكريين ومدنيين، ومع ذلك لم تواجه إسرائيل ما يوقف عدوانها، لا على سوريا ولا على فلسطين، التى لم تفلح تفاهمات العقبة، فى منع مجازر جنين وحوارة..إلخ، ويبقى الأمل الكبير، فى أن يظهر القادة العرب تضامنهم، مع الدولة الوطنية السورية، بنفس قوة الدعم، الذى أظهروه فى كسر الحصار عنها، وقت كارثة الزلزال، ولو قرروا ذلك، قد تتوقف إسرائيل عن ضرب سوريا.. وأيضاً فلسطين.

[email protected]