رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

ذاب فيها عشقا، وغنى لها أغنيته الشهيرة «عظيمة يا مصر» التى ما إن  نسمعها حتى نعيش حالة من الطرب يلفها العزة والكرامة والإنتماء , تقول بعض كلماتها:

عَظِيمَةٌ يَا مِصْر.. يَا أَرْضُ النِّعَم.. يَا مَهَّد الحَضَارَة.. يَا بَحْرٌ الْكَرْم نَيْلِك دا سَكِر.. جوك مُعَطَّر.. بِدَرْك مُنَوَّر بَيْن الْأُمَم.. أَرْض الْكَنَائِس أَرْض الْجَوَامِع.. أَرْض الجَنائِن أَرْض الْمُزَارِع.. أَرْض الْمَدَائِن أَرْض الْمَصَانِع.. عشتى يَا مِصْر يَا أُمَّ الْهَرَم.

وعن ظروف هذه الأغنية  يقول «انطوان» نجل الفنان العروبى وديع الصافى: قدمنا مصر عام 1976 هربا من القصف والحرب، وأول ما جينا بابا كلم صديق العمر حسن الحامولى، قال: أنا عايز أغنية لمصر، جابله الشاعر أحمد علام الكلمات وعندما بدأ يقرأها وقف شعر ذقنه تأثرا من حلاوتها, ثم قام بتلحينها.

وتابع»انطوان»: أنا كنت قاعد مع والدى وهو بيلحنها، وفى مرة قال لـ«حسن الحامولى»، أنا بقول فى الإذاعة إن عظيمة يا مصر من ألحانك عشان تستفاد منها، لكن هى من تلحين بابا 100%..

ويؤكد «أنطوان» أن والده كان يعشق مصر كثيراً، بشكل غير طبيعى، ولذلك كافأه الرئيس الأسبق حسنى مبارك بمنحه الجنسية المصرية بجانب جنسيته اللبنانية والفرنسية والبرازيلية.

واستغل وديع الصافى موهبته فى التلحين والغناء، لخدمة الجانب الروحى والدينى فى مجال الترانيم الدينية، وذاعت شهرته فى ذات العمل، بل إذا جـاز التعبير قام بتطوير الترنيم والتسابيح الروحية، وقـــدم العديد من الألبومات الروحية، كما منحه الرئيس اللبــــنانى» اميل لحود «وسام الأرز برتبة» فارس» وهو من أرفع الأوسمة فى لبنان.

 عاش وديع الصافى طفولة متواضعة يغلب عليها طابع الفقر والحرمان, ففى عام 1930 انتقلت عائلته إلى بيروت ودخل مدرسة دير المخلص الكاثوليكية، فكان المارونى الوحيد فى جوقتها والمنشد الأوّل فيها, وبعدها بثلاث سنوات اضطر للتوقّف عن الدراسة للتفرغ للموسيقى ومساعدة والده من جهة أخرى فى تحمل أعباء الأسـرة لمواجهة النفقات،والمــــساهمة فى تربية أشقائه الآخرين.

وفى مسابقة نظمتها الإذاعة اللبنانية عام 1938 فاز بالمركز الأول من بين أربعــين متسابقاً، بأغنية عنوانها «يا مرسل النغم الحنون»؛ لقــــوة وجمال صوته وتلحينه، وفى عام 1947م سافر لدولــــة البرازيل وقــــدم العديد من الحــــــفلات الموسيقية.

وبين عشية وضحاها ذاع صيته فى ضواحى بيروت ومدن  لبنان والعالم العربى، و كان له الـدور الرئيسى فى ترسيخ  قـــــواعد الغناء اللبنانى وفــــنه، وفى نشر الأغنـية اللبنانية فى أكثر من بلد، وأصبح مدرسة فى الغناء والتلحين، ليس فى لبنان فقط، بل فى العالم العربى أيضًا، واقترن اسمه بلبنان وبجبـــاله المزينة بإشجار الأرز الجميلة، ومثلت أغنية «عاللّوما»، نقطة تحول فى حـــــياته الفنية حيث أصبحت بمثابة التحية التى يلقيـها اللبنانيون على بعضهم البعض.

قال عنه محمد عبد الوهاب عندما سمعه يغنى أوائل الخمسينات «ولو» المأخوذة من أحد أفلامه السينمائية -وكان وديع يومها فى ريعان الشباب-: «من غير المعقول أن يملك أحد هكذا صوت» فشكّلت هذه الأغنية علامة فارقة فى مشواره الفنى وانتشاره فى الوطن العربى أنذاك.

ومع بداية الحرب الأهلية اللبنانية، غادر» الصافى» لبنان إلى مصر بــعدها سافر بريطانيا ثم  إلى فرنسا واستقر فى باريس عام 1987، وتعرض بسبب حبه لوطنه لأزمة قلبية فى عام 1990، خضع بسببها لعملية القلب المفتوح، ولكنه استمر بعدها فى عطائه الفنى بالتلحين والغناء, متربعا على عرش الغناء العربى،وفى إحياء الحــــفلات فى شتّى عــــواصم العالم العربية والأجنبية، ولهذا لُقبــه البعض بـ(صوت الجبل)، و(صاحب الحنجرة الذهبية)، وقيل عنه فى معشوقته مصر أنّه مبتكر«المدرسة الصافية» (نسبة إلى وديــع الصافى) فى الأغنية الشرقية.

 وبعد حياة مليــــئة بالإخلاص والكفاح والنجاح  والإبداع و صراع طويل  مع المرض، رحل «الصافى» عن دنيانا فى11 أكتوبر 2013 بلبنان عن عمر ناهز 92 عامًا.

رحم الله الفنان العظيم وحفظ مصر وأهلها.

[email protected]