رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

رفض ممدوح عباس التعاقد مع محمد صلاح وقال بالنص: «ده لسه بدرى قوى عليه عشان يلعب فى الزمالك». عندما أقرأ هذه الجملة أتذكر ما قاله البعض عن ميسى وأوبرا ولوراندو وغيرهم من العلماء والمشاهير والعظماء، فكم منّا يسمع عبارات لا تبُث فى قلوب البعض الا التشاؤم وفقدان الأمل، فكل هؤلاء يعلموننا درساً: «لا تعبأ بكلام أحدهم بل ابذل قصارى جهدك لتحقيق هدفك وتوكل على الله فيسخر الله الكون كله لأجلك». فالبشر لا يملكون غير الكلام والاستهزاء بالآخرين، اما من لديهم حلم فلا يملكون غير أن يثبتوا كلامهم وحلمهم أفعالا حقيقية على أرض الواقع، فالبشر لا يصدقون الا ما يشاهدونه واقعاً غير ذلك لن يؤمنوا بك! 

لن اتحدث عن محمد صلاح اللاعب بل اتحدث عن محمد صلاح الانسان الذى نجاحه يجب ان يسطّره التاريخ ليكون عبرة لمن يريد النجاح فى الدنيا، سمعت وقرأت كثيرًا عن حياته وهذا ما افعله عقب سماعى عن اشخاص تركوا بصمة فى التاريخ فوجدت الصفة المشتركة بين العلماء والمشاهير والناجحين صفة الانسانية، وكأنهم أرادوا اثبات صدق كلام الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز: «أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ»، فالله سبحانه وتعالى رسم لنا طريق النجاح والفلاح فى الحياة الدنيا، وميزّ ما بين عباده ولكن التمييز الايجابي: «أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ». فالبعض عندما يرى إنساناً منافقاً وعاصياً وغارقاً فى نعم الله يُصاب بخيبة أمل وحيرة كيف هذا عاصٍ ويكرمه الله؟!:«أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ». والله سبحانه وتعالى تحدث أيضًا عن ذلك: «نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا». اى الله يمتعهم ويغرقهم فى النعم شرًا لهم وليس خيرًا لهم فالنعمة التى لم يُحسن استخدامها أصبحت نِقمة! ووعد الله سبحانه وتعالى بعدم التمييز فى الجزاء ليس فقط فى الحياة بل فى الممات أيضًا: «أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ».

فنجاح محمد صلاح ترك لنا دروساً ليست فقط فى قصة نجاحه بل كفاحه الذى لم يضيعه الله وإيمانه بالله والثقة فيه، فهناك قصة له تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى بأنه عندما كان ناشئاً فى نادى المقاولون العرب صرف 5 جنيهات التى كان يمتلكها ولم يتمكن من العودة للمنزل، ولم تسمح له عزة نفسه أن يستلف مالاً من أحد فاستأذن للنوم بداخل النادى حتى يعود والده ليعود به الى قريته، فذكرنى موقفه بالحديث الشريف «اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجرى بالمقادير»، بل ايضًا ترك الله لنا دروساً فى الايمان والانسانية، فكانت حياة محمد صلاح صعبة كما تعودنا من حياة العظماء، فمن لم تكن له بداية مُحرقة لم يكن له نهاية مُشرقة، فهذا يُعطى أملًا لكل من لا أمل له بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا: «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ». والعبرة بالنهاية وليس بالبداية، فلا تحزن من العقبات التى تُصادفك ومن الصعوبات التى تواجهك، فمقياس نجاح اى شخص يُقاس بعدد الصعاب التى واجهها وتغلب عليها، والعبرة بالخواتيم وليست البدايات. مبروك يا ابن مصر ودائمًا مفرح مصر بحصولك على لقب أفضل لاعب للدورى الانجليزى بعد غياب 30 عاما، كما سبق حصولك على أفضل لاعب فى انجلترا عام 2018، وحصل أيضًا على لقب أفضل لاعب فى أفريقيا عام 2019 فأصبح أفضل ثالث لاعب فى العالم.

ثم جائزة جلوب سوكر 2022 لأفضل لاعب فى العالم بتصويت الجماهير وأفضل لاعب فى نادى ليفربول: 2022. فدمت فخر مصر والعالم العربى.

عضو مجلس النواب