رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ضوء فى آخر النفق

 

 

صحافة «بير السلم» -وهى كأى منتج فى القاع لاتحتاج تعريفًا- أضافت إلى الجدول المتخم «تخمات» محزنة إضافية! باعت وريقة التعيين الوهمى لمن يرغبها بآلاف الجنيهات! ولم لا يدفع البعض نقودًا مقابل حصوله على خدمات النقابة وبدل التدريب والوجاهة الاجتماعية.. التى مازالت لصيقة بأصحاب المهنة؟!. أظن أن أساتذة المهنة يتألمون فى قبورهم! أوضاع الصحفيين لا تسر عدوًا ولا حبيبًا، الأعداد المضافة سنويًا ضخمة، بينما تقلصت فرص النشر، مع انحسار عصر الصحافة العربية، وتضاؤل امكانية السفر للخارج، وتراجع الصحافة الورقية عالميا، فى مقابل عدم قدرة «الالكترونية» على تعويض الصحف عن خسائرها، بسبب ارتفاع اسعار الخامات والورق وتكلفة الطباعة.. فضلا عن عدم وجود مردود اعلانى حقيقى مثل أيام زمان، بما يكفى النفقات والمرتبات والمعاشات. وبالتالى لم يعد الصحفى The free journalist يحصل على مقابل ما يقدمه من جهد وابتكار نظير إعداد قصة خبرية جيدة. وحتى «المشتغلون» بحسب توصيف الجدول باتوا يضنون على صحفهم بجهودهم وخبراتهم.. بل لم يعودوا شغوفين بالكتابة والتحقيق ماداموا يضعون كارت ال ATM فى «الحيطة فيطلع فلوس» سواء عملوا أو تراخوا وسواء وقعوا فى دفاتر الحضور أو غابوا، فلماذا يبذلون جهدا وقد فقدوا شغف المهنة، واستراحوا لفكرة «الصحافة لمت»! مع كل انتخابات يتطلع الكافة لما يقدم من امتيازات وزيادة فى البدل، ولكن لا احد يفكر فى المهنة نفسها وتحدياتها. لو أن هؤلاء وضعوا انفسهم مكان رئيس التحرير وما يتجشم من اعباء محاولة تقديم وليمة صحفية كل يوم، لما ترك صحفيون لا يزالون على قوة العمل فى صحفهم مهنتهم! كل هذا ناتج عن هذه التخمة الشديدة فى جدول المشتغلين فى نقابة الصحفيين. رغم أن هناك لجانًا للقيد وشروطًا للتقدم للجنة، لكن الحقيقة انه لا توجد مقاييس حقيقية لادراك الصحفى المؤهل من عدمه. المتدرب يقدم ملفا متخما بأعماله فتبدو وكأنها أعمال أبدعتها باربارا ووالترز أو كتبها سيمور هيرش! فى حين أن الذى يستحق القيد هو ذلك المحرر المجهول ال Disk Man.. محرر الصياغة الذى يصنع من الفسيخ شربات ولا يقل له أحدٌ أبدًا «متشكرين».. بل ربما يفتعل معه الصحفى (المتدرب) خناقة، لأنه استبعد غثاء السيل الذى قدمه، وصاغ بدلا منه مقدمة لائقة بالموضوع، تحيى عظامه وقد كانت رميمًا! المتدربون اليوم نتاج مجتمع الفهلوة والسرعة وتراجع القراءة والثقافة وزوال عصر الأساتذة!

تخلو أفكار المرشحين لمجلس النقابة من دعوات لمناقشة أوضاع المهنة ودراسة شخصية الصحفى ومعايير قبوله فى أسرة الصحافة.. ومنذ أن غابت المؤتمرات العامة للجماعة الصحفية وتقاليد كثيرة خبت ومعها أصبحت النقابة مجرد مجموعة خدمات استهلاكية وعلاجية وترفيهية. لم تعد النقابة واحدة من أعرق نقابات الرأى. بل ووجدنا صحافيين شبابًا يفضلونها خدمية فقط!

المناقشات الموضوعية خافتة.. فعلى الرغم من أن قضية ترميم واجهة النقابة مثلًا مطروحة بقوة، (التكلفة ٨ ملايين!) والانتقادات وجيهة، والتكلفة المرتفعة لا تتسق مع النتيجة، إلا أنه لم يجر حوار موضوعى يشرح فيه أحد الاسباب، مع أن ألواح الكلادنج–مقارنة بالرخام–قليلة القيمة والتكلفة! هل تغيير الواجهة كان ضروريا أم أن «اللى يعوزه تطوير مشروع العلاج مثلا يحرم عالكلادنج»!