عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

فى استجابة سريعة وناجزة، بل يمكن القول أيضاً إنها مدعاة للإعجاب والتفاؤل؛ وتعقيبًا على مقالى الأسبوعى بمنبر «الوفد»؛ والمعنون بـ«اَلْخُطَب اَلظَّلَامِيَّةِ»، والذى تناولت فيه بعض المظاهر السلبية تتعلق بخطبة الجمعة والخطباء، تلقيت فى اليوم التالى لنشر المقال اتصالاً كريماً حول هذا الأمر من الدكتور هشام عبدالعزيز رئيس القطاع الدينى بمكتب السيد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة.

أولاً:  شكر عميق على سرعة المتابعة، ثم سرعة الاستجابة، وهو أن دل يدل على مدى الحرص الشديد على مواجهة أى أوجه للقصور إن وجدت والتفاعل السريع معها، وعلى مدى تطور وفاعلية أدوات الرصد وأدوات قياس الرأى العام لدى وزارة مهمة كوزارة الأوقاف خاصة، والحكومة بشكل عام.

ثانياً: الحوار المتفهم المستنير من فضيلة الدكتور هشام عكس وعياً عميقاً بطبيعة التحديات التى تمر بها المرحلة.

اتفق تماماً مع السيد وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة، فى أن معركتنا الأهم هى معركة «الوعى والفهم» وهى فى رأى المعركة الأشد ضراوة من معركة السلاح. لذلك؛ هذا النوع من القضايا المتعلقة بالتنوير، تطوير الخطاب الدينى، تجديد الوعى والثقافة، وتنقيح الفكر والمدركات هى قضايا مجتمعية. أى أنها تخص المجتمع بأكمله، وكل مؤسساته لا وزارة الأوقاف وحدها. الأسرة قبل المسجد والكنيسة، والمدرسة والجامعة قبل الأزهر والأوقاف. وبالتوازى مع ذلك كله الدور الفاعل للإعلام، وإن كنت أعتقد فى أن خطبة الجمعة فى المسجد، وعظة الأحد فى الكنيسة، هما أكثر تأثيراً وفاعلية من عديد البرامج التليفزيونية، كونهما يقومان على الاتصال المباشر بالمواطن.

فالأسرة ثم المسجد والكنيسة، ومعهم المؤسسات التعليمية فى مختلف المراحل، جميعهم خط الدفاع الأول فى معركة الوعى بقضايا الأمة، وتعزيز المدركات الإيجابية الصحيحة تجاه تلك القضايا.

فى هذا السياق؛ فإن ما تقوم به وزارة الأوقاف من الإشراف على المساجد، وإعمارها والعناية بها، كى تؤدى دورها على الوجه الأمثل فى إعمار العقول، وتصحيح العقيدة. وهو دوراً فاعل ومؤثر كونه يتعلق بوعى وإدراك عموم المصريين، ومحاربة التطرف والأفكار الظلامية الهدامة، والعمل على دحضها. وهو ما عملت عليه الوزارة فكرياً؛ من خلال بناء نظرية فكرية، مصرية وطنية واضحة فى مواجهة التطرف.

وميدانياً؛ عبر تعزيز القوافل الدعوية الدينية بالتنسيق والتعاون مع الأزهر الشريف، وتستهدف كل المحافظات. وهى استجابة وتفاعل مع قضايا المجتمع وتجاوب لاحتياجاته التى تأتى فى مقدمتها تصحيح المفاهيم الخاطئة وتشكيل وعى الأمة داخلياً وخارجياً على نحو ما تقوم به وزارة الأوقاف، وهو دور متجدد ودائم ومستمر طالما معركة الوعى والفكر مستمرة. ومعلوم تماماً الجهد الذى بذلته وزارة الأوقاف المصرية ما بعد 2014 من أجل تحرير المنابر من التيارات السلفية والإخوانية، ولا ينكره الا جاحد.

أكرر شكرى لوزارة الأوقاف المصرية، وزيرها وقادتها على حجم الجهد المبذول؛ وعلى تلك الاستجابة الناجزة لكلمات كنت أظن أنه لن يستمع إليها أحد أو يستجيب لها.