رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعل أى متابع للواقع المصرى خلال الفترة الحالية وعلى امتداد ثمانى سنوات متصلة، قد يلحظ هذا التطور الكبير فى دعم علاقات الدولة الخارجية، وكيف استطاعت مصر أن تدير هذه العلاقات إقليميا ودوليا بنجاحٍ كبير، وهى تستند إلى ثوابت راسخة قائمة على الاحترام المتبادل والتوجه للسلام وإعلاء راية القانون الدولى، كمنهج وخريطة طريق لملامح سياسة ناجحة وقائمة على التشارك وإنجاح المصالح المتبادلة مع الدول كافة بثبات وثقة واقتدار نابع من تأثيرها على المستويين الإقليمى والدولى، الأمر الذى يعكس مردودًا إيجابيًا على الجبهة الداخلية وتحقيق المكتسبات لصالح الاستمرار فى مسيرة التنمية وبناء الدولة، فى ظل التحديات الراهنة والأزمات المستجدة والصراعات المختلفة فى العالم.

وفى هذا السياق الدال تأتى زيارة فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر لمصر والذى استقبله الرئيس السيسى مرحبًا ومؤكدًا عمق العلاقات التى تمتد لنحو خمسةٍ وتسعين عامًا بين البلدين، شهدت فيها كثيرا من المحطات المهمة والفارقة، فمصر هى الدولة العربية الأولى التى افتتحت فيها المجر بعثة دبلوماسية عام 1939، وسبقها عام 1928، الذى أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لأول مرة، وفى نوفمبر 2009 عُقدت اللجنة المشتركة المصرية المجرية بمصر، وتعلم المجر وتقدر موقف مصر من القضية الفلسطينية، ومن ثم تحرص على اتخاذ مواقف متوازنة مؤيدة رؤية مصر تجاه قضايا السلام فى الشرق الأوسط، كما أنها تعى خطورة سياسة الاستيطان الإسرائيلية وضرورة وقفها فورا، ودائما ما يشيد المسئولون المجريون بدور مصر المتميز فى إطلاق الاتحاد من أجل المتوسط، وكذلك فإن المجر تؤيد المرشحين المصريين فى المحافل الدولية بشكل عام، كما أن هناك حرصًا أكيدًا من البلدين على استمرار التشاور بينهما، مما أثمر عن إنشاء آلية للمشاورات السياسية والاستراتيجية بين وزارتى الخارجية.

إن السنوات الثماني الماضية قد شهدت دعمًا أكبر وتواصلًا وطيدًا، بين مصر والمجر أفرز عددًا من الروابط والاتفاقات فضلا عن التآخى والتعاون المثمر، عبر زيارات العديد من الوزراء وكبار المسئولين، ففى السادس من يوليو لعام 2015 زار الرئيس السيسى المجر، والتقى رئيس وزراء المجـر ڤيكتور أوربان، وفى الثانى من يوليو لعام 2017، وصل الرئيس العاصمة بودابست، واستقبله وزير الدفاع المجرى، ليعقد بعدها اجتماعاً مع رئيس الوزراء باحثًا سبل التعاون بين البلدين، وكذلك استقبل رئيس جمهورية المجر يانوش كادار الرئيس السيسى بقصر الرئاسة المجرى، فى إطار المشاركة بقمة مجموعة فيشكراد 2017، ومن واقع هذه العلاقات الممتدة والمتجذرة كانت المجر قبل 7 سنوات صوت مصر فى الاتحاد الأوروبى شارحًا الأوضاع فى المنطقة ومصر، كما ارتفع حجم التبادل التجارى بين مصر والمجر خلال النصف الأول من عام 2021 إلى 201.1 مليون دولار، مقابل 138.5 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2020 بنسبة ارتفاع 45.2%، كذلك بلغت قيمة الاستثمارات المجرية بمصر 500 ألف دولار خلال العام المالى 2019 /2020.

لذلك كله فليس غريبا أن يؤكد الرئيس خلال كلمته بعد استقباله فيكتور تقديره للعلاقات الثنائية خلال فترة مسئوليته فى رئاسة الحكومة المجرية، مشيرا إلى هذا التاريخ الطويل من العلاقات، والمكتسبات المترتبة عليها، وآخرها حتى الآن ما أكده رئيس الوزراء المجرى من العمل ضد التكتلات التى تفرق بين الشرق والغرب أو تجعل بينهما صراعات، واتخاذ موقف من الهجرة غير الشرعية التى تناهضها مصر بقوة وهو ما يشكل أماناً لأوربا كلها، وتأكيد المفاوضات استكمالا لمنتدى رجال الأعمال، والتعاون فى مجال الطاقة النووية، واحتياج المجر لاستيراد الطاقة وشراء الغاز المسيل من مصر، فضلا عن الفائدة الكبيرة التى ستعود على المستثمرين المجريين من الاستثمار فى مصر، والقدوم لمصر لتوطين صناعات وإنشاء شركات مجرية مصرية، ومنتجات ذات مستوى عالٍ، ليشمل التعاون مجالات النقل، والتجارة، والصناعة، والطاقة، والسياحة، والزراعة والرى وإدارة المياه، والثقافة والتعليم، غير استقبال المجر لـ200 طالب مصرى كجيل يواصل دعم هذه العلاقات الوطيدة، التى تُعد ـ كما أكد الرئيس السيسى نموذجاً يحتذى به فى عالمنا، الذى يمر فى هذه الآونة بصعوبات وتحديات لم يألفها منذ عقود طويلة، عبر وجود التفاهم المشترك، والاحترام المتبادل، لمواقف وقيم الدولتين، والتوافق السياسى إزاء الكثير من القضايا الدولية.