عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

أشعر بالفرح والسرور كلما سمعت خبرا أو موضوعا عن المضى قدما فى تنمية سيناء، وهو الشعور الذى ربما انتابنى إثر حدث تفقد الرئيس السيسى اصطفاف المعدات المشاركة فى تنمية وإعمار سيناء الأحد الماضى. ليس ذلك فقط بل كشف الحدث عن طموحات وخطة كبيرة لدى الدولة لتحقيق هذه التنمية أبرزها الإعلان عن تجهيز نحو 600 ألف فدان للزراعة فى سيناء مع نهاية العام الجارى، وكذلك الكشف عن حجم المبلغ المنفق على هذه العملية والذى يقدر بنحو 610 مليارات جنيه كاستثمارات منفذة وجارٍ تنفيذها فى شبه جزيرة سيناء، ويمكن لذلك جاء وصف الرئيس السيسى لخطة التنمية بأنها «قوية» و«مش متواضعة».

لكن هذا لا يمنعنى رغم كل الأمنيات بأن تتحقق تلك الخطة بين غمضة عين وانتباهتها، من أن أبدى تخوفا من أن لا تسير الخطة قدما أو على قدم وساق كما هو مرسوم لها لأسباب بيروقراطية أو أخرى تتعلق بأخطاء فى التنفيذ أو غير ذلك. وتخوفى له اسبابه وله مصادره وهو أن هدف تنمية سيناء وضعته كل الأنظمة السابقة على قائمة أولوياتها دون أن يتحقق منه الكثير.

زرت سيناء كثيرا فى السابق، وكتبت عنها أكثر على مدى السنوات الثلاثين السابقة، حتى ليظنن البعض أننى من أبناء سيناء أو أننى سأرثها، ولعل ذلك لإيمانى بغلاوة سيناء كقطعة من أرض الوطن، ومساحتها الشاسعة والتى أشار الرئيس إلى أنها ربما تعادل المساحة المأهولة بالسكان فى مصر كلها وهى نحو 60 ألف كيلو متر مربع، فضلا بالطبع عن ثرواتها العديدة.

ولكنى أظن، وليس كل الظن إثماً، أن فرحتنا الحقيقية بتنمية سيناء لن تكتمل إلا على أساس اعتبارين فى تقديرى أنه لا يمكن أن نختلف عليهما.. الأول هو زيادة عدد السكان فى سيناء وتحولها إلى بقعة سكنية عادية كغيرها من البقع فى مصر، الأمر الذى نجحت فيه الدولة مثلاً فى مدينة نائية مثل مرسى مطروح. مرة ثانية وثالثة ورابعة.. ليس معقولا أن يظل عدد أبناء سيناء حتى الآن فى حدود نصف مليون نسمة.

النقطة الثانية هو سهولة الخروج والدخول إلى سيناء، من باقى أقاليم مصر. صحيح أن الوضع الأمنى تطلب ويتطلب الحذر فى ظل حالة الإرهاب التى تم بفضل الله تجاوزها، إلا أن هذه السهولة ستزيد شعور المواطن بأن سيناء ليست غريبة عنه وأنه لا تقف دون زيارتها العقبات، وحتى نقضى على الفكرة التى ربما تسود فى العقل الجمعى المصرى بأن سيناء بقعة نائية وذات طبيعة مغايرة عن باقى الأراضى المصرية. وربما سبب مثل هذا الطموح بشأن مثل هذا المطلب ما أشار إليه رئيس الوزراء الدكتور مدبولى من تحقيق الربط الكامل ما بين غرب قناة السويس وسيناء، من خلال مجموعة من الأنفاق والكبارى لخدمة التنمية.

ولعل ذلك يقضى على أى مساعٍ قد يكون هناك من يجتهد فى تحقيقها لأن تظل سيناء معزولة عن أرض الوطن، ويتم زراعة سيناء ليس فقط بملايين الأفدنة وإنما بملايين البشر. ورغم سلبية الخبرة التاريخية بشأن مآلات التنمية فى سيناء، إلا أن ما نراه ربما يشير إلى أن الأمر مختلف هذه المرة، وأن علينا أن يزداد أملنا فى ذلك.. ولعله مما يزيد من مساحة الأمل ما أشار إليه الرئيس السيسى فى قوله.. «بنتكلم عن خطة ممتدة لـ10 – 20 سنة من التنمية والتطوير فى سيناء». وربما عنوان هذه الخطة ميناء العريش الذى يجرى التخطيط لأن يكون ميناء عالمياً.

عندما أقرأ هذه الأخبار وأتمعن فى تفاصيل تلك الخطط، أشعر أننى كالمواطن الذى من كثرة ما واجهه من أحزان يأبى أن يقبل بتلقائية على الفرح الذى يراه ماثلاً أمامه. فاللهم اجعلها فرحة حقيقية هذه المرة.. آمين.

[email protected]