خارج المقصورة
مارسيل كولر المدير الفنى للنادى الأهلى وحديثه الموجه للحكومة بعد مباراة أسوان مؤخرا حول الربط بين زيادة أعداد الجماهير بمدرجات كرة القدم، والأثر الإيجابى من هذه الزيادة على الاقتصاد المصرى، يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار والاهتمام، وليس بمنطق «كلمتين اتقالوا فى مؤتمر صحفى وخلاص».
الرجل فكر بمنطق المواطن الأجنبى العادى، وفتش فى أدق التفاصيل التى قد لا يقف عندها الكثيرون، لأن مثل هذه الأمور التى يراها السواد الأعظم عادية، تعنى عند آخرين الكثير والكثير سواء مواطن أجنبى عادى أو مستثمر.. تخيل أن المدير الفنى «كولر» لم يمر عليه المشهد مرور الكرام، وقالها على الملأ أن زيادة الجماهير فى مباريات كرة القدم، تؤدى إلى سيادة صورة ذهنية إيجابية عن اقتصاد أى دولة.
ليس المقصود هنا الجماهير بالمعنى الشائع، وإنما البحث فى فكر كل من ينظر إلى التفاصيل الدقيقة فى المشهد التى قد تكون سببا فى تدفقات استثمارات بمليارات الدولارات للسوق المحلى.. نعم الرجل لم يتحدث عن المستحيلات، ولكن تكلم عن «الثقة» و«الأمان»، ودورهما فى تحول الاقتصاد ونموه بصورة أفضل.
على الحكومة أن تنظر إلى كل المشاهد بنظرة «كولر» الذى لمس الجرح.. عليها أن تضع نفسها مكان المستثمر الأجنبى الذى يبحث المشهد من كل جوانبه، وتحقق كل متطلباته.. لن نذهب بعيدا فملف الطروحات الحكومية الذى تم الإعلان عنه مؤخرا بطرح 32 شركة بالبورصة، بين طرح بسوق الأسهم، ولطرح لمستثمر استراتيجى، واكتتاب عبر زيادة رأس المال، حتى الآن لم تقم بتقديم تفاصيل وافية وكافية عنه، وما يتضمن من تعريف للشركة المزمع طرحها، وتفاصيل مؤشراتها المالية، ونشاطها التشغيلى، واستراتيجيتها المستقبلية، وطريقة تحقيق هذه الخطط، بمعنى أنه على الدولة أن تخرج كل التفاصيل عن هذه الشركات، من أجل مساعدة المستثمرين الراغبين فى الشراء على تحديد موقفهم الاستثمارى.
علامات استفهام عديدة مطلوب من الحكومة ولجنة برنامج الطروحات توضيحها بصورة أكثر منها أيضاً عملية التقييم للشركات والفترة الزمنية للطرح، كلها تفاصيل فى حاجة للرد عنها بصورة أكثر، من شأنها تقديم إجابات فاتحة لشهية الاستثمار للمستثمرين، خاصة الذين يفكرون برؤية «كولر» بالتفتيش عن التفاصيل الصغيرة.
< يا="" سادة..="" يجب="" على="" الحكومة="" إذا="" أرادت="" استثمارات="" وعملة="" صعبة،="" أن="" تعدل="" استراتيجيتها="" فى="" التفكير،="" وتبحث="" عما="" يرضى="" المستثمر="" ويجيب="" عن="" تساؤلاته،="" وما="" يدور="">