رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

فى تصعيد جديد، وفى محاولة موسكو للرد على ما تقوم به الولايات المتحدة من محاولات لمحاصرتها عبر الاستمرار فى فرض العقوبات عليها، والاستمرار فى القيام بإجراءات كيدية ضدها أعلن الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» تعليق بلاده مشاركتها فى معاهدة (نيو ستارت) التى تعتبر الاتفاقية الأخيرة المتبقية مع الولايات المتحدة للسيطرة على الأسلحة النووية. وجاء هذا فى ظل توتر العلاقات بينهما على خلفية الحرب فى أوكرانيا. ولا شك أن روسيا تستهدف من وراء هذه الخطوة بعد عام من الحرب إظهار القوة، وأنها لن تكون مقيدة بآية معايير غربية، بالإضافة إلى زيادة الردع النووى. بل إن القرار الذى اتخذته روسيا حول (ستارت) يشى بأن موسكو ليست لديها أية نية للدخول فى مفاوضات سلمية بشأن أوكرانيا. وقد بادر وانتقد «جو بايدن» الإجراء الروسى قائلًا: (لقد ارتكب بوتين خطأ كبيرًا بتعليق مشاركة روسيا فى اتفاقية (نيو ستارت).

الجدير بالذكر أن لدى كل من أمريكا وروسيا ترسانات ضخمة من الأسلحة النووية، التى تشكل معًا 90% من الرءوس الحربية النووية فى العالم. وكان الناتو قد طالب فى بداية شهر فبراير الجارى بالعودة إلى معاهدة (ستارت) بما فى ذلك إتاحة الفرصة للاطلاع على قوات الردع النووية الروسية. وكان مقررًا أن تنتهى اتفاقية (نيو ستارت) فى فبراير 2021، إلا أن واشنطن اقترحت تمديدها خمس سنوات، ووافقت روسيا فى حينه على ذلك، ليأتى «بوتين» اليوم ويعلق العمل بها كرد فعل للمتغيرات التى طرأت على الساحة، وتنمر الغرب بروسيا. ولا أدل على ذلك من أن الناتو يريد إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، حتى إذا تم له ذلك بادر وقام بالإشراف على منشآتها النووية لا سيما أن الحلف يضم دولًا ذات ترسانة نووية، ولا يقتصر هذا على الولايات المتحدة بل يشمل أيضاً بريطانيا وفرنسا لتكون جميعها موجهة ضد روسيا.

ولهذا بادرت روسيا اليوم وعلقت مشاركتها فى معاهدة الأسلحة الاستراتيجية والهجومية، وأعلنتها صريحة بأنه إذا قامت أمريكا بإجراء تجارب نووية فستقوم هى أيضاً بالمثل ضمانًا لكى لا يكون هناك إخلال بنظام الردع النووى، حيث إن روسيا تهدف إلى زيادة الردع النووى من أجل تخويف الناتو وتقليل دعمه لأوكرانيا. لا سيما مع مواصلة الناتو دعمه لها بالمعدات والاستخبارات العسكرية. وهو ما يعنى أن التهديدات الأولية لموسكو قد ثبت أنها جوفاء. ولا شك أن انسحاب روسيا من معاهدة (نيو ستارت) سيعنى التقليل من ميزان القوى الذى كان موجودًا فى العقود السابقة. ويظل من المستبعد استخدام روسيا للأسلحة النووية فى أوكرانيا لكونها تدرك بأنها أن أقدمت على استخدامها فلن يكون هناك ما يمنع الآخرين من استخدامها أيضاً. ويأتى انسحاب روسيا من آخر معاهدة نووية لترسل عبره إشارات إلى شعبها بأنها لا تعتبر أيًا من هذه الاتفاقيات السابقة مشروعة، وبالتالى فإنها لن تكون مقيدة بأية معايير غربية، وستعتبر الانتشار النووى يصب فى مصالحها الخاصة. ولقد سبق لروسيا أن علقت مشاركتها فى معاهدات أخرى مع أمريكا فى إشارة إلى أن أمريكا ليست شريكًا جديرًا بالثقة فى أى اتفاقيات أو مشاركات دبلوماسية.