عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

عقب مشاهدة مسلسل أزمة منتصف العمر، هاجم البعض المسلسل، وبعض من أسرة المسلسل صرح بأنها مقتبسة من قصة حقيقية والبعض الآخر صرح بأنها مقتبسة من الواقع، والحقيقة أن كل المجتمعات مليئة بالفعل بقصص تقشعر لها الأبدان، وفى هذا المقال لن أتحدث عن أزمة قصة المسلسل، ولكن سأتحدث عن أمر واقع ألا وهو أننا جميعاً جناة ومجنى علينا فى آن واحد! والمخرج استطاع أن يظهر لنا ماضى كل ابطال المسلسل كيف أثر على حاضرهم ومن ثم مستقبلهم فتحول كل واحد منهم من مجنى عليه لجانى كما يحدث فى مجتمعاتنا، فبعض الأشخاص لديهم عقدة نفسية وللأسف أغلبها من أقرب الناس قد تكون الأم أو الأب أو الإخوة أو الأبناء أو الأصدقاء أو بيئة العمل، كلمة قد تدمر حياة شخص، نظرة قد تميت شخصًا، فلن أسترشد هنا بقصص الابطال فى المسلسل بل سأقتبس قصصًا حقيقية من الواقع تحول المجنى عليهم إلى جناة، وكل جانى يجنى على غيره، فإحداهن زوجها يسيء معاملتها ويتعمد دوما اهانتها والغريب فى الأمر أنها مازالت تعيش معه ولكن جسدًا بلا روح، امرأة تعيش بدور الضحية ولكن بعقدة نفسية أثرت عليها اولا ثم على اولادها ثانيا حتى أصبح جميع اولادها يدفعون ثمن عقدتها النفسية، وبعض الآباء تتملكهم الأنانية فنجد الزوج انفصل عن زوجته لأنه لم يحبها من الأساس ولكنه كان يريد أن ينجب فقط، وعقب الانجاب طلب الطلاق من زوجته التى ليس لها ذنب فى أنها لم تعلم أنه كان يريد الزواج من أجل الانجاب فقط، فأثر ذلك نفسيا على الأم وكذلك الأبناء وأثر نفسيا عليهم أيضا وخاصة عندما يرون أصدقاءهم لديهم اب وام ونعلم تمام العلم أن الطفل فى تلك المرحلة يقارن بينه وبين أصدقائه، ناهيك عن قصص كثيرة تنتقل العقدة النفسية وتصبح كالنار التى تلهم كل من يحاول القرب ممن يعانون من العقدة النفسية، فأراد المخرج أن يلفت النظر إلى ذلك فنجد الام فى المسلسل التى تم إجبارها على الزواج ممن يكبرها عدة أعوام ولا يشعرها أنها امرأة بل الأكثر من ذلك حرمها من الإنجاب لانانيته فهناك قصص كثيرة فى حياتنا كذلك، والبطل الآخر فى المسلسل الذى لديه عقدة من أمه التى تزوجت من شباب يصغرونها فى السن عقب وفاة والده حتى أصبح يدمر حياة كل شخص يقابله، والأخرى التى تركها والدها لتبحث عن اب بديل فى صورة زوج بدون أن تشعر أنها تريد أبًا لها، وأخرى توفى والدها وتزوجت أمها ليسىء زوج الام معاملتها ويحاول التحرش بها لتصبح مدمنة.

فإن كان المسلسل لديه بعض التحفظات، ولكن ألقى الضوء على مشكلة هامة وهى العقدة النفسية التى تصيب الشخص وللأسف أغلبها يأتى من الأسرة، وهذا يلفت النظر إلى أن الزواج يحتاج إلى مسئولية وايضا الانجاب يحتاج إلى آباء اسوياء وليس زوجين لديهما عقد نفسية وينجبان من أجل إفراغ تلك العقدة فى الأبناء! فابناؤكم ليسوا أبناءكم ولكنهم أبناء الحياة، لا تأت بهم وانت غير جدير بتربيتهم وخلق جو دافىء مليء بالحب والحنان والأمان وليس مجرد انجابهم ليحملوا الاسم فقط! ويعيشون طيلة حياتهم يعانون نفسياً بسبب أنانية الآباء.