رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

لم يخلُ تاريخ مصر منذ القدم من جرائم جماعة الإخوان، لغة العنف موجودة فى أدبيات الجماعة منذ تأسيسها عام 1928 على يد حسن البنا، ويتم اختيار أعضائها، على أساس الإخلاص لدعوة الإخوان والولاء لقيادتها، والسمع والطاعة، والاستعداد للتضحية بالنفس والمال، ويتكون التنظيم من شقين: الشق المدنى الذى يتوارى أمام ستار الدعوة للدين، والشق العسكرى لتنفيذ العمليات الإرهابية.

استندت جماعة الإخوان على العنف لخدمة عقيدتهم الدموية، وسيظل التاريخ شاهدًا على جرائمهم الإرهابية منذ تأسيس الجماعة حتى ثورة 30 يونيو المجيدة، والإطاحة بحكمهم، حيث أدت مخططاتهم إلى إشاعة الفوضى، وإسقاط المئات من شهداء الجيش والشرطة والمدنيين، واقتحام وحرق عدد كبير من السجون وأقسام ومراكز الشرطة ودور العبادة.

فى منتصف الأربعينيات من القرن الماضى، بدأت قائمة اغتيالات الشخصيات المصرية وكبار رجال الدولة من قبل الجماعة الإرهابية، فبدأ باغتيال أحمد ماهر رئيس وزراء مصر فى عام 1945، الذى اغتيل فى قاعة البرلمان، ثم القاضى أحمد الخازندار عام 1948، وبعده بشهور رئيس الوزراء المصرى محمود فهمى النقراشى الذى تم اغتياله على أيدى جماعة الإخوان عند ديوان وزارة الداخلية.

كما لم ولن تنسى ذاكرة المصريين، اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات فى حادثة المنصة الشهيرة فى 6 أكتوبر عام 1981، واستمرارًا لتلك الأحداث الدموية، قامت الجماعة الإرهابية بعمليات إرهابية دموية عقب ثورة 30 يونيو، فقد تسببت الجماعة بعد فض اعتصام رابعة فى أغسطس عام 2013، فى تدمير عدد كبير من دور العبادة، سواء المساجد أو الكنائس، وكذلك المنشآت العامة، وأبرزها أقسام الشرطة، كما اعترفت جماعة الإخوان الإرهابية، بالقيام بحرق الكنائس المصرية، بعد فض اعتصامى «النهضة ورابعة»، حيث أحرقت عدد كبيرًا من الكنائس ودر العبادة فى المنيا وأسيوط والفيوم، كما قامت باقتحام وحرق عدد من الأقسام، وحرضت على العنف والقتل والترويع فى بعض محافظات مصر، وأطلق قناصتها الرصاص على الشباب أمام مكتب الإرشاد.

وأيضاً قامت الجماعة الإرهابية باغتيال النائب العام هشام بركات فى 29 يونيو عام 2013، عندما تحرك موكبه من منزله بالنزهة، وبعد حوالى 200 متر، ثم اغتياله حيث انفجرت سيارة ملغومة كانت موجودة على الرصيف ما أدى لاستشهاده.

وبجانب ما سبق كله فقد نظمت الجماعة الإرهابية العديد من العمليات المسلحة فى سيناء بالتزامن مع تحركاتهم فى القاهرة والجيزة للهجوم على قوات والجيش والشرطة لتعلن تأسيس ما أسموه بمجلس الحرب لقتال الجيش والشرطة وهو ما أقره محمد البلتاجى فى تصريحه بوقف الإرهاب فى سيناء إذا عاد مرسى للحكم، وليس هذا فحسب فقد واصلت الجماعة الإرهابية، محاولاتها لخلق الفوضى داخل مصر من جديد من خلال العديد من الكيانات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية أو من خلال القنوات المحرضة مثل الشرق ومكملين.

فمهما تغيرت أسماء التنظيمات الخاصة المنتمية لجماعة الإخوان الإرهابية التى تمثلت فى جماعات وحركات كثيرة خلال السنوات الماضية، أبرزها حركة حسم، ولواء الثورة، وكتائب حلوان، وحركة المقاومة الشعبية وغيرها من الكيانات والأذرع الإرهابية التى تندمج وتنظر لتخفى هويتها الإخوانية لكن لن تفلح جميع محاولاتها البائسة لأن الشعب المصرى أصبح على وعى كامل ومعرفة بجرائم الإخوان، وكذلك على ثقة ويقين بالقيادة السياسية الحكيمة.

المجتمع المصرى قبل ظهور جماعة الإخوان يؤمن بحب الآخر، ولم يفلح أحد فى تشتيتهم أو التفرقة بينهم، ولكن منذ ظهور الجماعة الإرهابية التى اتخذت من شعارها «الإسلام هو الحل» بدأت الفرقة والتمييز تضرب روابط المجتمع، فقد اتخذت هذه الجماعة من العف والفتنة والتحريض والكذب وسيلة للانتشار، هذه الجماعة لا تسير وفقًا للشريعة الإسلامية كما تزعم، لأنها أول من ارتكبت العنف المسلح والتكفير، واعتبرت العنف المسلح جزءًا من الشريعة الإسلامية عن طريق تفسيرها الخطأ لبعض الآيات القرآنية، هذه الجماعة دأبت على تشويه الحقائق، وهى سمة يتسم بها الفكر المنحرف، فتعطيه القدرة على قلب المفاهيم وطمسها، وتقديم أدلة وبراهين غير كافية أو مناقضة للواقع، واستعمال الكلمات بمعان مبهمة غير محددة، أو بمعان متقلبة، هذه الجماعة متأثرة بمقولة ميكافيلى: «الغاية تبرر الوسيلة»، وبالتالى ليس عيبًا أن تصدر فتاوى من قبل جماعة الإخوان تحرم أمرًا كانت تحله بالأمس، أو تحرم أمرًا دأبت على فعله على مدار تاريخها الأسود، ومن ثم أخذوا يصدرون الفتاوى لقادتهم فى صراعهم على السلطة يبررون لهمن سفك الدماء على أنه جهاد فى سبيل الله، أو يكفرون الناس ليستحلوا دماءهم وأعراضهم، واستغرق الإخوان فى أفكارهم الغلقة فى ظل العالم المفتوح، وهذا جعلهم بمعزل عن أى تطور فكرى، فهم بالأساس يرفضون فكرة التطور، وهذا هو سر فشل الجماعة فى عامها الأول والأخير فى الحكم عن التواصل مع فكر سواء كان داخليًا أو خارجيًا وبناء علاقات دولية ناجحة، بعكس ما حدث فى مصر بعد ثورة 30 يونيو واقصاء جماعة الإخوان عن السلطة، حيث نجحت مصر فى بناء علاقات دولية ناجحة وتعاملت مع الآخر بمبدأ الندية والقوة.