الدرس

لملمت الحكومة أوراقها، وراحت فى جولة ترويجية سريعة إلى دول الخليج، لعرض الفرص الاستثمارية، بالتزامن مع فعاليات القمة العالمية للحكومات بدبى، والتى أقيمت مؤخرا، بدولة الإمارات.

الجولة الترويجية جاءت عقب إعلان الحكومة عن طرح 32 شركة، تمثل 18 قطاعا، ضمنهم قطاعات جديدة، «لسه بغلافها»، ومن الطبيعى أن تشمل الجولة الرقابة المالية، والبورصة، ومن قبلها الوزارات المعنية بهذا الأمر، وفى مقدمتهم وزارة التخطيط.. كل هذا عظيم، «وكلام جميل ما أقدرش أقول حاجة عنه» لكن نجاح الجولة من عدمه ستكشفها الطروحات.

إلى أن يأتى موعد الطرح الأول، يظل السواد الأعظم من المراقبين والمحللين فى انتظار إعلان الحكومة لحصيلة أو «غلة» هذه الجولة، والمؤشرات الأولية لذلك، ودور الرقابة المالية، والبورصة فى الإعلان عن هذه الحصيلة من عمليات الترويج.

المؤكد أن عملية الترويج والتسويق للطروحات كانت مع العديد من المؤسسات المالية الخليجية بكل أشكالها، وتم عرض كل فرصة تتعلق بكل قطاع على حدة، لكن كل ما أخشاه أن يكون هذا الترويج «ضجيجا بلا طحن»، وأن يتكرر سيناريو التسويق العشوائى الذى حدث فى مونديال كأس العالم فى روسيا 2018، عندما راح فريق من الاستثمار، بدعوى الترويج للاستثمار فى المونديال، ولكن كانت الحصيلة صفراً، وجاءت كلمة الترويج «على الورق فقط».

أتمنى أن يتم استيعاب «الدرس» ولا يتم تكرار الأخطاء مرة أخرى، خاصة أن الفشل لأى طرح ستكون نتائجه غير مقبولة، وهنا لا أقصد بالفشل عدم نجاح الطرح فى أيامه الأولى من الاكتتاب، ولكن على المدى المتوسط، إذا ما كان هناك إقبال على هذا الطرح، أم سرعان ما يكون التخارج والبيع.. هذا ما سوف تجيب عنه الأيام القادمة.

صحيح أن الفترة الأخيرة شهدت عمليات استحواذ جزء من صناديق، ومؤسسات خليجية، وعربية على حصص من الأسهم للشركات المصرية، إلا أن ذلك ليس مقياسا، لأن هذه الاستحواذات، تم اختيارها بعناية.

وسط كل هذا لا نغفل دور البورصة فى عملية الترويج محليا، لاستقطاب المزيد من المتعاملين فى البورصة، ووضح ذلك فى عدد الزائرين لجناح البورصة بمعرض الكتاب مؤخرا، ووصول عدد الزائرين الذين راحوا يستفسرون عن البورصة، والتداولات والتكويد، ووصل عددهم 3 آلاف زائر.

● يا سادة.. الكل يترقب حصيلة الترويج للاستثمار، والبورصة المصرية فى الجولة الخليجية وثمارها التى تضيف للاقتصاد.