رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤيــة

قبل أن أغلق صفحة الـ«فسبوك» فى نهاية تعاملى معها أمس، لفت انتباهى وجود صورة ملونة لخمس تفاحات على صفحة صديق «فسبوكى» شاب كـ«بوست» وكتب تحتها «خمس تفاحات غيرت التاريخ.. الأولى أكلها آدم فأخرجته من الجنة.. الثانية وقعت على رأس نيوتن فكان اكتشاف ظاهرة الجاذبية الأرضية.. الثالثة اتخذها «ستيف جوبر»  شعارًا لأكبر شركة حاسبات آبل التى غزت العالم كله بمنتجاتها الشهيرة الناجحة.. أما الرابعة والخامسة فكانتا من نصيب العرب واللى عملوا منهم معسل (أبو تفاحتين).. إنجاز!!..

«البوست»، ومثله المئات من تلك النوعية تنتزع ضحكات أولادنا وآهات التفاعل التى تترجمها «لايكات « و«تشييرات»  لمزيد من النشر المثير بلغة وتعريفات التفاعل الإيجابى «الفسبوكى».

وللأسف، وحتى تاريخه لم يدرك الكثير منا ما تؤشر له مثل تلك «البوستات» من رسائل داعمة لنشر مشاعر الإحباط والروح الانهزامية لدى أطفالنا وشبابنا، وفى مواجهتها نرى مناهج وزارة التربية والتعليم تبالغ بشكل يثير فى أحيان كثيرة الشعور بالتبرم والانفصال عن الواقع عند اعتماد تدريس نصوص وأناشيد ومقطوعات نثرية ومناهج للتاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية تنسج فى مجملها رسائل مبالغ فى صياغتها عن عوالم أسطورية لبطولات الآباء والأجداد التى تدعمها أشعار وحكاوى الفخر والحماسة والوطنية بأمجاد الماضى، ولا يصدقها أبناء الجيل الحالى لركاكة العرض وهشاشة المتن التربوى!!!

ويبقى التحدى والسؤال الأهم: كيف سنواجه أو حتى نتكيف مع ما تطرحه مخرجات وإنجازات ماكينات الإنتاج الثقافى والحضارى والعلمى العالمى..

معلوم أنه مع كل طلعة شمس يقدم لنا العالم معطيات جديدة لواقع مذهل يتشكل وينمو، الكثير من تلك المعطيات كفيل بتشكيل ملامح عالم جديد يفرض نفسه علينا، أو على الأقل قادر على تغيير الكثير من مفاهيمنا وتصوراتنا عن أمور كنا نراها ثوابت ونأمل أن نبنى عليها، فإذا ببعضهم يقدم لنا وللعالم البدائل الأفضل أو الأكثر قدرة ومنفعة للتعامل الأسرع أو الأقوى أو الأكثر نجاحًا وأغزر إنتاجًا إيجابيًا..

وهنا يبرز السؤال، هل لدينا ثقافة المواجهة الفاعلة والتعامل السلس البناء، أو ما يطلق عليها مقومات «المناعة الثقافية» الكفيلة بالتعامل مع المعطيات الجديدة والقادرة على عمليات الفرز الإيجابية ورفع المناعة الثقافية على المستوى الجمعى؟

وفى مواجهة ذلك السؤال عند طرحه على أرض الواقع، ينبغى إدراك أننا أمام مجموعة من التحديات فى مواجهة دنيا وعالم متعدد المفاهيم القيمية والعلمية، وعلينا الانفتاح الموضوعى ورفع شعار « نعم نستطيع «، دون التعرض لتيبس مفاصل الحركة بدعوى الحفاظ على الهوية والتراث والقيم والأصول، فالدول التى تمتلك «المناعة الثقافية والفكرية» قادرة على الفرز الإيجابى والتعامل العلمى الفاعل مع المعطيات الجديدة مهما كانت درجات الصعوبة الناشئة من حالات التباين بين القوى المتنافسة..