أقرأ..

اكتشفت أنه بديل عن الأصدقاء، ووجدته وفيا مخلصاً، فهو صاحب لا يبحث عن عيوبى سواء ذممته أم مدحته كلما أقرأه، يزيدنى علما ومعرفة، تستطيع أن تميز بين الكتاب الجيد من الردىء، كما تميز بين الصادق والكاذب، فأحسن اختيار الكتب كما تحسن اختيار الاصدقاء وليكن اختيارك قائما على الجوهر والقيمة وليس المظهر والثمن، فالأصدقاء الصالحون يهدون أصدقاءهم إلى طريق الخير والصلاح، وكذلك الكتب الجيدة تهدى صاحبها إلى طريق العلم والنور.

فصداقتى للكتاب تقوم على الاخلاص الذى لا يخالطه شك، والحب الذى لا ينكره عتاب، يراعى حالتى النفسية فيترك لى حرية اختيار الموضوعات التى أقرها سواء أكانت طويلة أم قصيرة، كما يعطينى حرية التوقف عن القراءة وقتما أشاء..

وإذا انخدعت يوما فيه يمكننى اطوى صفحاته واستغنى عنه وأبدله بآخر دون أن يترك فى نفسى أثراً سلبياً أو جرحاً لا يندمل.. يقال عندما تقرأ كتاباً للمرة الأولى تشعر أنك قد كسبت صديقاً جديداً، وعندما تقرأه للمرة الثانية تشعر بأنك تلتقى صديقاً قديماً..

و«العقاد» يقول: أن تقرأ كتاباً جيداً ثلاث مرات أنفع لك من أن تقرأ ثلاث كتب جيدة، وأيقن أن خير الكتب وانفعها كتاب الله عز وجل، ففى القران الكريم كل شىء.. علوم.. تاريخ.... آداب.. عدالة.. قانون.. تفكر.. نصيحة. دعاء.

ولقد كانت أول آية نزلت على النبى، صلى الله عليه وسلم، «اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذى خَلَقَ»، وكأنها دليل إلهى على فضل القراءة وأهميتها.. فشكراً لكل من اهدانى كتابا نافعا.. شكرا لكل من خط بيده حرفا وشكل كلمة وكون جملة، كانت لى زهرة أمتص منها رحيقا مفيداً وجديداً..