رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

«فقدنا مقاتلًا باسلًا من كتيبة جيل الصحفيين الجدد، لقد كان اهتمامى به شديداً، ورجائى فيه واسعًا، إذ كنت أراه ومعه عدد من رفاق جيله بشارة بعودة الأمل للصحافة المصرية، بعد سنوات تبدى فيها، لى ولغيرى، خطر بقاء الأرض خلاءً موحشًا....».

هكذا نعى الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فقيد الصحافة المصرية «مجدى مهنا» الذى رحل فى مثل هذه الأيام (8 فبراير 2008).

ويشهد كل من قرأ عموده اليومى بجريدة «المصرى اليوم»، ومن طالع ما كتب فى جريدتنا الغراء «الوفد» وبما قدم من حلقات رائعة من برنامجه الذى حمل اسم عموده الشهير «فى الممنوع»، أنه كان نعم الصحفى والإعلامى الصادق المقتحم والمشتبك بإيجابية ووطنية ومصداقية مع قضايا الوطن وهموم المواطن بدأب وجسارة وتفرد ملحوظ .. لقد قدم لمصر النموذج الرائع فى المهنية الخالصة، فبينما كانت الساحة الإعلامية فى الفترة الأخيرة من الحكم المباركى تضج بعشرات الهتيفة من كتاب الموالاة المكلفين بأوامر الحزب الوطنى، وبعض كتاب المعارضة الزائفة الوهمية، انحاز «مهنا» لصالح الضمير الوطنى فى مواجهة شرسة مع قياصرة «الحزب الوطنى» وحيتانه.

وقد انضم «مهنا» مبكرًا للعمل الصحفى فكان العمل بمؤسسة روزاليوسف،، ثم انضم لفريق كتاب المعارضة، فعمل بجريدة الأهالى لسان حال اليسار المصرى، ثم جريدة الوفد لسان حال الحزب الليبرالى العتيد، وفيها تقلد منصب رئيس التحرير، غير أن تجربته فى «المصرى اليوم» ظلت هى الأكثر تميزًا فى مسيرته المهنية، فكان أحد الآباء لتجربة ولادة «المصرى اليوم»، منذ كانت فكرة، ثم بدأ رئيساً للتحرير فيها فى محاولة الإصدار الأولى، بعدها اختار «مهنا» أن يكون من كتاب الأعمدة البارزين فيها.

أتذكر، تناوله لقضية تتعلق بشأن وطنى اجتماعى ما، ورأيت فى حينها أنه قد بنى إحدى مقالاته على معلومات غير مكتملة، فأرسلت له رسالة على بريد الجريدة من باب المشاركة فى تبنى ما كتب والإضافة بما يثرى تناول القضية، وبعد مرور يوم واحد من وصولها إليه، كانت المفاجأة نشر الرسالة على كامل عموده الشهير على مدى يومين بنصها، بتنازل كامل عن العمود الذى كان ينتظره القارئ بشغف هائل، فقد كان بالفعل ذلك الصحفى الباحث عن الحقيقة كاملة باجتهاد وحرفية ونبل.

مما يذكر له كمثال انتقاد رؤساء الوزارات المتلاحقة فى بعض ما يتخذونه من قرارات، ومن بينهم د. عاطف عبيد، الذى كتب عنه «قال رئيس الوزراء فى حوار تليفزيونى إن سبب المشكلة الاقتصادية هو زيادة الإنتاج، ثم عاد بعد أيام ليقول فى لقاء مع مستثمرى العاشر من رمضان إن سبب المشكلات الاقتصادية هو الفجوة الكبيرة بين الواردات والصادرات، أى أن السبب الأول الذى ذكره يتناقض تمامًا مع الثانى، فالأول يتحدث عن زيادة الإنتاج والثانى يتحدث عن نقص الإنتاج، الذى يتم سداده عن طريق الاستيراد..». رحم الله مجدى مهنا.