رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بموضوعية

هبت الإنسانية جمعاء وفى كل بلاد العالم تقريبًا لنجدة ضحايا زلزال تركيا وسوريا ليبرهن هذا الحادث المفجع مجددًا على حقيقة الإخوة الإنسانية والمصير المشترك والتضامن بين البشر سواء كانوا متفقين أو مختلفين.

فقد كشفت الكارثة عن جوهر الشعور الإنسانى بالألم والمؤازرة تجاة من وضعتهم الأقدار فى قلب العاصفة.

ولم يفرق هذا الشعور الإنسانى النبيل بين أغنياء أو فقراء، مسلمين أو غير مسلمين، فقد امتدت أيادى العون من كل اتجاه بمساعدات متنوعة لا تبغى موقفًا سياسيًا بقدر ما تبغى صادقة إنقاذ الضحايا وايواء المشردين وتقديم الخدمات الطبية والطعام والمنازل المتنقلة لهم، الأمر الذى أعاد تصحيح صورة الإنسان على الفطرة التى خلقنا اللة عليها.

وكالعادة وانطلاقًا من تراثها الحضارى العميق ومن أرضها التى شهدت فجر الضمير الإنسانى كانت مصر رغم ظروفها الصعبة الراهنة فى مقدمة من هبوا للمساعدة وأطلق أزهرها الشريف نداءا للإنسانية بأن تنتفض من أجل مساعدة الضحايا عابرا فوق الأديان والاختلافات المذهبية والعرقية لتبرهن مصر وأزهرها الشريف على سلامة البنيان المصرى رغم المحن وجوهرة النبيل.

وإذا كان ضحايا الزلزال فى تركيا قد وجدوا دولة قوية كفؤة وحاضرة ولديها الإمكانات مما جعلها أكثر قدرة على التعامل مع الموقف فإنة وللأسف الشديد الضحايا على الجانب السورى لم يجدوا نفس اليد الحانية لظروف متباينة، فى مقدمتها نقص الإمكانات والمعدات وصعوبة الدخول إلى مناطق الشمال السورى دون ترتيبات أمنية ولوجستية صعبة فى مناخ قارس البرودة وتضاريس جغرافية وعرة، لا سيما وأن المناطق التى ضربها الزلزال يتمركز فيها معارضى النظام وعانت هذه المناطق من شبه عزلة على مدار السنوات العشر الماضية، وهى عزلة أسهمت فى تدهور أوضاع الناس المعيشية ومن ثم جاء الزلزال ليضرب هذه المناطق الهشة فكانت الكارثة مضاعفة.

وإذا كانت كارثة الزلزال من صنع الطبيعة فإن معالجة آثارها من صنع البشر، لذلك فإن التضامن الإنسانى الذى لمسناة جميعًا تجاة الكارثة جاء فى وقتة تمامًا وهو نقطة إيجابية على البشرية أن تقف أمامه وتستفيد من دروسة.

ذلك لأن آثار الكارثة فى البلدين سوف تتم معالجتها مع الوقت عبر عمليات إعادة إعمار ومعونات دولية والذين فقدوا حياتهم فى الكارثة ذهبوا إلى رب رحيم غفور ومن ثم تبقى الدروس والعبر لتصحح البشرية مسيرتها وتتغلب على نزعاتها الشريرة وصراعاتها التى لا تنتهى وجعلت الإنسان غريبًا عن نفسة بعد أن اغرقتنا صراعات  الحضارة المادية فى سلوكيات ومفاهيم أبعد ما تكون عن جوهر الإنسان والفطرة التى خلقه الله عليها.

ذلك لأن مصير العالم بات مرهونًا بعودة الإنسان إلى إنسانيته أولًا التى تدعوه دومًا إلى التمسك بقيم الخير والجمال والتعاطف مع الضعفاء وليس سرقتهم.

مصير العالم بات مرهونًا بإيجاد نظام دولى جديد أكثر عدالة ورحمة وعدم الجور على موارد الآخرين وابتداع منظمات اقتصادية جديدة تعنى فعلًا بالمساواة ولا تعمل كراس جسر للمجمع الصناعى الغربى والاولجاركية الرأسمالية.

العالم يواجه لحظة مصير وعلية أن يختار أما الإنسانية وأما الفناء.