رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خط أحمر

هناك إحساس عام لدى الناس، بأن العالم الذى عشنا نعرفه قبل بداية العقد الحالى، ليس هو العالم الذى نعرفه بعدها ونعيشه فى كل يوم.

وكلما نام هذا الاحساس داخل كل واحد منا، جاء شىء جديد وراح يوقظه من جديد، ثم راح يزيده رسوخًا فى الأعماق.. وقد كانت البداية بالطبع مع ڤيروس كورونا، الذى ظهرت بوادره على استحياء فى ديسمبر ٢٠١٩، فلما أطل عام ٢٠٢٠ علينا، لم يطل بمفرده كما جرت العادة فى الأعوام السابقة عليه، ولكنه اصطحب معه الفيروس الذى أغلق الحياة على الكوكب كما لم يغلقها طارئ من قبل.

والأيام والأسابيع والشهور التى عاشتها الأرض مع الوباء، لم يحدث أن عاشت مثلها فى الأمد الزمنى المنظور، ورغم كثرة ما مر عليها من أوبئة وڤيروسات.

وما كادت الأرض تتخلص من قبضة الوباء، وما كادت تلتقط أنفاسها حتى وجدت نفسها على موعد مع الحرب الروسية على أوكرانيا.. فهى حرب بدأت فى مثل هذا الشهر من السنة الماضية، وفى الرابع والعشرين من فبراير الحالى سوف تكون قد قطعت سنةً كاملة، وسوف تكون هذه السنة عنوانًا للمعاناة من جراء الحرب وتداعياتها فى كل بيت.

وفى أثناء ذلك كله كانت تغيرات الطقس وتقلباته تعصف بالناس فى كل مكان، ورأينا من علامات هذه التغيرات والتقلبات، ما لم يحدث أن رأيناه من قبل.. لقد تعرضت باكستان مثلًا لفيضانات أغرقت ثلث مساحتها بالكامل، وكانت فيضاناتها علامة من بين العلامات.

وكان الزلزال العنيف الذى ضرب تركيا وسوريا منتصف الأسبوع، فقتل ما يقرب من خمسة آلاف فى البلدين وأصاب آلافًا أخرى، علامة تضاف إلى ما سبقتها من علامات.. وكان مما يدل على حجم الزلزال فى تركيا على سبيل المثال، أن الرئيس التركى رجب طيب اردوغان أعلن حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر فى عشر محافظات جنوب شرق البلاد أصابتها الأضرار، وأن خمسين ألف عامل شاركوا ويشاركون فى عمليات الاغاثة، وأن الحكومة خصصت خمسة مليارات دولار للمساعدات.

وفى منتصف نهار أمس الأول، أذاعت قناة العربية نقلًا عن موقع لرصد الزلازل، أنه رصد ٢٧ هزة أرضية على مستوى العالم منذ فجر نفس اليوم.

الصور التى تنقل ما جرى تنطق بحجم ما وقع، والكلمات أعجز من أن تعبر عما أصاب الناس والمكان، ولا أحد يملك شيئًا إلا أن يدعو الله تعالى أن يخفف عن الناجين، وأن يشمل برحمته الذين فقدوا الحياة، وأن يرفع البلاء عن أهل الأرض.