رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

«الذين لايعملون لايخطئون».. هذه مقولة لاتخطىء أبدًا، وبالتالى فهم لا يتعرضون لمساءلة أو عقوبة، ومن المفترض أنهم لايحققون تقدمًا لأعلى !فى بلدنا المنكوب بقلة العمل وانعدام الرغبة فيه إلى الحدود الدنيا -وياللأسف الشديد- يحدث العكس.. الذين لايعملون يَتّقون المساءلة والعقوبة، وليس هذا فحسب، وإنما يكافئون ويترقون و«آشيتهم معدن» كما يقول الناس ! هم الموثوقون المحبوبون المطلوبون فى مواقع العمل بالأساس.

النتيجة كارثية.. ويبدو لى أن فكرة حكومة» ٧ الصبح « التى راجت عن وزارة المهندس محلب كان مقصودًا بها ليس شحذ همم الوزراء وإنما المجتمع كله. كانت رسالة مبطنة هدفها دفع الناس جميعا للعمل.

أزمتنا اليوم ليست دولارية ولا اقتصادية فقط، لكننا نعانى أيضًا من طريقة تعاملنا نحن كمواطنين مع الأزمة.. ثقافتنا فى الإهدار والاستهلاك والأكل والتخزين والعشوائية وحتى الرقابة لم تتغير. العقل المأزوم لم يتفاعل ويبتكر الجديد. لست مع الذين يقللون من قيمة وقدرة شعبنا.. حتى وإن كنت- هنا والآن -أنتقد الخمول واللامبالاة السائدة، وإهدار الوقت، والضحالة الفكرية عند الكثيرين. شعبنا جسور وعظيم.. فنسيج عظمته وخيوط قوته ضاربة فى أعماق التاريخ، لكنه تأثر تآثيرا فادحا بالمناخ الذى ساد فى مصر بعد الانفتاح الساداتى. مناخ الاقتصاد الريعى غير الانتاجى..الماركت الذى يكسب أسرع وأسهل من المصنع. القيمة تغيرت ولم تعد فى العمل. الاجيال الجديدة لا تستطيع الاستيقاظ «خمسة الصبح»، والقديمة تبدأ عند العصر.. فالفلاح يصحو عند الظهر والطالب يذهب لمدرسته أو لجامعته مكرها!.

عرفنا وزراء ومسئولين كثيرين بعد ثورة يناير يخافون ان يعملوا أو يوقعوا حتى أوراقا.. ولولا ان الدولة دفعت فى اتجاه طمأنتهم ما استمر دولاب العمل!

المهمات المستحيلة ممكنة فى الحقيقة.. فهى مهام عمل لابديل عن تحقيقه مردودًا واسع النطاق. ظروفنا الصعبة تحتاج تكاتفا شعبيا.. وليس هذا وحسب.. تحتاج سندًا ودعمًا عربيًا وخليجيا بالضرورة وبالحتم. لا يمكن أن يحدث هذا مع التغير الحادث فى الأشقاء.. وعدم إدراك وفهم تاريخ علاقتنا بهؤلاء الإخوة. تساءلت عن سفرائنا فى الخارج وماذا يفعلون الآن؟ وماذا عن دور مكاتبنا الثقافية فى البلدان الخليجية التى لا يمكن تجاهل مساعداتها ودعمها لمصر منذ العام ٢٠١٣؟ السفراء هم سفراء الشعب المصرى إلى شعوبنا الشقيقة، وإلى أجيال جديدة، ربما لم تعد تعبأ بالتاريخ أو تقرؤه.. وهذا لاعيب فيه، فالأجيال المصرية الجديدة نفسها لاتفعل ذلك. وبالتالى هناك اشكاليات وهناك أحداث واتهامات ومحاولات للوقيعة بين الشعوب الخليجية والمصرية.. وهذا يحتاج إلى أدوار جديدة يضطلع بها السفراء، بحيث يتغلغلوا فى المجتمعات التى يمثلوننا فيها. ما يتطلب اختيارهم بعناية وبمعايير ثقافية ونفسية تؤكد قدرتهم على الولوج إلى شخصية المجتمعات التى يمثلوننا فيها. فقدنا سفراءنا الحقيقيين المحبين من أهل تلك البلدان، بحكم تعاقب الأجيال، ورحيل الرجال، وتغير الأحوال.. لم يعودوا جسرنا للتواصل مع أشقائنا.. المهمة الجديدة ليست مستحيلة على سفرائنا. لابتكار أساليب الوصول إلى الناس والتأثير فيهم واحتواء المشكلات. أتذكر سفراء فى مصر مثل داونى الأميركى المولع بالموالد، والبلجيكى عاشق الكشرى.. والبريطانى جون كاسن المولع بمحمد صلاح وبالملوخية والكشرى والشكشوكة وشارع المعز والتحدث بالعامية المصرية.. لطفا تأسوا بهؤلاء.