رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

دولتان أفريقياتان إحداهما عربية هما السودان وتشاد، توثقان العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل فى يوم واحد، بما يقدم دعما فائقا لأكثر الحكومات تطرفا منذ قيام الدولة الإسرائيلية، ويبعد أنظار الإسرائيلين عن أزمة نتنياهو الداخلية، وخطواته المتسارعة لتعديل النظام القضائى الذى يلاحقه بتهم فساد. ففى الخرطوم استقبل رئيس مجلس السيادة السودانى «عبدالفتاح البرهان» وزير الخارجية الإسرائيلى «إيلى كوهين» تمهيدا لبدء تطبيع العلاقات وتبادل التمثيل الدبلوماسى بين البلدين. وكان وزير الخارجية الأمريكى السابق «مايك بومبيو» قد تباهى فى مذكراته التى نشرت صحيفة الشرق الأوسط عرضا لبعض فصولها، بالجهود التى بذلها  كوزير لخارجية «ترامب» لتنفيذ الاتفاق الإبراهيمى بين الدول العربية وإسرائيل، ونجحت فى عدم الربط بين تطبيع العلاقات بين الدول العربية وتحقيق السلام مع الفلسطنيين. ويدلل «بومبيو» على نجاحه، بالإشارة للعلاقات الإسرائيلية بكل من دولتى الإمارات والبحرين، قائلا «المزيد من من حجارة الدومينو واصلت السقوط بعد ذلك». وبالفعل اشترطت الإدارتان الجمهورية والديموقراطية فى واشنطن، لرفع اسم السودان من قائمة الدول التى تصنفها راعية للإرهاب، بتطبيع العلاقات مع إسرائيل لتصدق نظرية الدومينو الأمريكية، حيث يتوقع المسئولون الإسرائيليون أن تكون خطوة التمثيل الدبلوماسى القادمة مع إندونيسيا وموريتانيا، من بين ثمانى دول عربية وإسلامية، سوف تنضم إلى الاتفاق الإبراهيمى.

وبحضور «نيتنياهو» والرئيس التشادى «محمد دبى» تم افتتاح السفارة التشادية فى تل أبيب، بعد أن استأنف الطرفان فى العام 2019 العلاقات المقطوعة بينهما، منذ حرب يونيو عام  1967، عندما كانت أفريقيا جزءا من حركة التحرر الوطنى العالمية، وكانت مصر واحدة من قيادتها.

ومعنى كلام «بومبيو» أن الدول العربية لم تشترط على إسرائيل لا تحقيق السلام القائم على حل الدولتين مع الفلسطنيين، ولا تحسين حياة الشعب الفلسطينى، ولا دعم السلطة الوطنية الفلسطينية للقيام بذلك، وهى تتبادل العلاقات الدبلوماسية معها، كما أن الطنطنة الدعائية بأن تبادل العلاقات معها، سيحل مشاكلها النفسية المتعلقة بالخوف من جيرانها، ويحد من عنفها وعنصريتها ضد الشعب الفلسطينى الأعزل، قد سقطت مع تصاعد جرائمها اليومية بزيادة رقعة الاستيطان والفصل العنصرى، والضم والإخلاء والقتل والهدم والنفى والاعتقال، واتخاذ كل الاجراءات لإضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية، والرفض القاطع لحل الدولتين، والسعى الدؤوب، لتحويل القضية الفلسطينية من قضية تحرر وطنى من دولة احتلال استيطانى، إلى قضية انسانية، تستدعى بين الحين والآخر، مجرد مساعدات مالية لتسيير مطالب الحياة اليومية، وإدامة الوضع الحالى إلى يوم الدين! 

فى زيارته إلى إسرائيل، أعلن وزير الخارجية الأمريكى «بلينكن» أن الولايات المتحدة تعمل من أجل توسيع اجراءات التطبيع بين دول المنطقة وإسرائيل. أما فى رام الله، فقد مارس الوزير الأمريكى الضغوط على السلطة الوطنية الفلسطينية لإلغاء قرارها بتعليق التعاون الأمنى مع إسرائيل، وحثها على عدم تقديم جرائم الحرب الإسرائيلية لمحكمة العدل الدولية!

لكن حركة مقاومة فلسطينية جديدة يقودها أطفال وصبية، أخذت فى الظهور رفضا لسياسات القمع والإذلال والحرمان من الحق فى الحياة، ومن وطن تعلوه رايات الحرية والعدل والكرامة، كشأن كل شعوب الأرض. وإذا لم تتوقف الإدارة الأمريكية وحلفاؤها أمام القراءة الصحيحة لمغزى استشهاد الطفل «محمد عليوات» -13 سنة- بعد إطلاق نار على مستوطنين، وخيرى علقم -21 سنة- مطلق النار على الكنيس اليهودى انتقاما من قتل 10 مدنيين فى «جنين» فسوف تظل سياساته تدور فى حلقات مفرغة.  وهذا المشهد يعنى بين ما يعنى، أن الموت بات هو الخيار الوحيد أمام الأجيال الفلسطينية الجديدة، فى مقاومة دولة الاحتلال، وأن الإذعان لقمعها لم يعد مقبولا، وأن المنطقة لن تهدأ والعنف لن يتوقف، ما لم يأخذ الشعب الفلسطينى حقه فى إقامة دولته المستقلة، طبقا للقرارات الدولية. وتلك معادلة جديدة لا سلطة لأحد عليها، فماذا أنتم فاعلون؟!