رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

يجمع مصر والهند قصة كفاح طويلة، فقد عمل المهاتما غاندى على توثيق علاقته مع مصر من بوابة الزعيم سعد زغلول، وكان يعتبره قدوة يحتذى به فى مشواره، كانت هناك اتصالات بين الزعيم المصرى سعد زغلول، زعيم ثورة 1919، والزعيم الهندى المهاتما غاندى.. وذلك لوجود أهداف ومبادئ مشتركة للحركة الوطنية فى كل من مصر والهند تتعلق بالحصول على الاستغلال عن بريطانيا من جهة، والمحافظة على الوحدة الوطنية بين مختلف طوائف الشعب المصرى وطوائف الشعب الهندى من جهة أخرى.

ويعتبر الزعيم سعد زغلول واحدًا من أهم الشخصيات التى أسست تاريخ مصر، لذا كان مهاتما غاندى يتمنى تحقيق ما فعله سعد زغلول من دمج لعنصرى الأمة، محاولًا استحضار روح ثورة 1919 فى بلاده، تلك الثورة التى قادها الزعيم سعد زغلول فى مصر ضد الاستعمار البريطانى.

وكتب الزعيم الهندى غاندى عن «الملهم» سعد زغلول: «إن سعد زغلول هو أستاذى فى الوطنية، وأستاذ كل الحركات الوطنية الجديدة فى الشرق».

وبعد وفاة الزعيم سعد زغلول، تحدث غاندى عنه خلال تواجده فى لندن فى العام 1931 فقال وفق ما ذكره الكاتب مصطفى أمين: «لقد كان سعد زغلول أستاذى، قلدناه فى حركتنا الوطنية، قلدناه فى فكرة تأليف الحزب من طبقات، كما اعتقل الإنجليز طبقة حلت مكانها طبقة أخرى، ولكننا فشلنا فى أمرين نجح فيهما سعد».

فقد استلهم غاندى روح الثورة ضد الاستعمار من الزعيم سعد زغلول قائد ثورة 1919، وعن هذا يقول غاندى فى كتاباته: «اقتديت بسعد فى إعداد طبقة بعد طبقة وعن سعد أخذت توحيد العنصرين ولكنى لم أنجح كما نجح فيه، إن سعدًا ليس لكم وحدكم ولكنه لنا أجمعين».

وتمنى غاندى تحقيق ما فعله سعد زغلول من دمج عنصرى الأمة، محاولاً استحضار روح ثورة 1919 فى بلاده، وطالب الهندوس باحترام الأقلية المسلمة، لعودة توحيد بلاده مرة أخرى، إلا أنهم اتهموه بالتمييز والخيانة العظمى لديانتهم، حتى سقط صريعًا برصاصات من أحد المتطرفين فى يناير عام 1948.

كان غاندى يحترم كل الأديان فى العالم، وأنه كهندوسى عنده نفس الاحترام والفضول للتعلم من كل الأديان، وأنه يرى الإسلام كأفضل دين يدعو إلى السلام فى العالم الذى يعانى فيه البشر كما قال سودهيذرا كولكارنى، رئيس مؤسسة أوبزرفر البحثية الهندية خلال ندوة حول كتاب «المهاتما غاندى فى عصر الإنترنت» كما قال إن غاندى قرأ سيرة الرسول وأتباعه وتمنى أن يكون هناك المزيد منهم، وأكد أن غاندى يرى أن انتشار الإسلام بسرعة لم يكن من خلال السيف، وإنما بسبب البساطة والمنطق وبتواضع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصدقه لمبادئه.

إن فلسفة المهاتما غاندى تقوم على ثلاث حقائق وهى المقاومة بدون عنف وقد استطاع أن يقود الهند نحو مقاومة الاحتلال البريطانى والثانية هى التحكم فى الشهوات والثالثة هى البحث عن الحقيقة.

كلا البلدين مصر والهند يمثل نموذجًا للنضال من أجل الاستقلال عن الاحتلال البريطانى، ويؤكد الزعماء المصريون منذ الزعيم سعد زغلول إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، التعاون والتآخى بين المسلمين والمسيحيين فيما يعرف بالوحدة الوطنية.

وأيضاً فى الهند يؤكد الزعماء الهنادوة الوحدة بين الهندوسى والمسلمين.

وقفت الهند إلى جوار مصر فى مختلف مراحل نضالها، فمع وقوع العدوان الثلاثى على مصر 1956 ساندت الهند الموقف المصرى، حيث دافع نهرو عن القضية المصرية، الأمر الذى بلغ حد التهديد بانسحاب بلاده من الكومنولث، ومع تعرض مصر للعدوان الإسرائيلى عام 1976، أيدت الهند الموقف المصرى والحق العربى وطالبت بعودة الأراضى المغتصبة، كما أيدت الهند مبادرة السلام للرئيس السيسى فى عام 1977.

وتشهد العلاقات المصرية - الهندية تطورًا كبيرًا خلال الفترة الماضية على كافة المجالات، وهى علاقات فريدة من نوعها ليس فقط بسبب تاريخهما الحديث المشترك، ولكن أيضاً لأنها تظهر تعاونًا بين دولتين عظيمتين لكل منهما وزن إقليمى خاص، وكما تمتد العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين منذ سعد زغلول والمهاتما غاندى، ولا ننسى علاقة الرئيس جمال عبدالناصر بجواهرلال نهرو التى أدت إلى توقيع اتفاقية صداقة بين مصر والهند عام 1955.