رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

مع بداية يوم جديد ركبت الموتوسيكل خلف صديقى وفجأة صرخ: نقطة زيت هانقع.. وبالفعل كانت لحظات وسقط بنا الموتوسيكل على الأرض بسبب نقطة زيت.. كانت ذكريات مر عليها ربع قرن.. أتذكرها الآن وأنا أقرأ خبر استخدام المقاومة الفلسطينية للزيت، وأصبحت كنزًا وسلاحًا وتنجح المقاومة الفلسطينية فى شل حركة الجرافات الإسرائيلية بسبب نقطة.. الزيت أو بالأحرى بقعة الزيت التى تحولت إلى سلاح قوى يستخدم فى الحرب ضد الجيش الصهيونى فى القدس المحتلة..

جميعنا يتذكر انتفاضة الأقصى تلك الانتفاضة التى بدأت بالحجارة أشعلها أطفال فلسطين وأصبحت سلاح الكبار والصغار لتركيع العدو الصهيونى..

ومع تولى نتنياهو الأمر تتعقد الأمور ويبقى السؤال: كيف يمكن أن نتوقع شكل المستقبل القريب وتحدياته على الفلسطينيين فى أماكن وجودهم فى الأراضى المحتلة عام 2023 فى ظل حكومة إسرائيلية يمينية؟

تلك الحكومة التى اختارت تسهيل عمليات ضمّ أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة، وتخصيص مبالغ طائلة لشرعنة البؤر الاستيطانية العشوائية المنتشرة فى الأراضى الفلسطينية وتطويرها، وفرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات والطرقات الاستيطانية الجاثمة فيها، وتغيير الواقع القائم فى القدس بشكل عام، وفى المسجد الأقصى على وجه الخصوص، وستعمل أيضاً على تطبيق قانون الإعدام بحق الفلسطينيين، ومنح جنود الاحتلال الإسرائيلى وعناصر شرطته المزيد من الصلاحيات لإطلاق النار عليهم.

 ولكنها مع العام الجديد سوف تواجه بسلاح فلسطينى جديد «بقعة زيت» لتواجه انتفاضة جديدة فى مواجهة الصهيونى اليمينى المتطرف إيتمار بن غفير الذى سيتقلد منصب وزير «الأمن الداخلى» الإسرائيلى والذى من المتوقع أن يكون رأس الحربة على مستوى الصراع مع الشعب الفلسطينى، وخصوصًا فى القدس والداخل الفلسطينى المحتل منذ عام 1948.

كل الاتفاقيات التى أبرمت بين نتنياهو والأحزاب الصهيونية المتشددة تعد اتفاقيات تصعيد ومواجهة مع الفلسطينيين. 

وكل المواجهات التى بدأت بحادث قتل شاب فلسطينى عمره ٢٥ عامًا بطبنجة لعدد ٨ إسرائيليين مع بداية استلام نتنياهو الحكومة والغريب أن يكتشف عن أن هذا المقاوم البطل لا ينتمى إلى أى فصيل فلسطينى أى أنه قام بإجراء العملية الفدائية بمفردة.. 

الغرور الإسرائيلى جعل حكومة الصهاينة تشعر بأن لديها فائض قوة غير مستخدمة، وهى مصرَّة على أن تنفذ ما وعدت به جمهورها الإسرائيلى المتغطرس الذى يشعر أيضاً بفائض القوة، وستعمل على تفريغ فائض قوتها تجاه الشعب الفلسطينى وأرضه ومقدساته، سواء كان داخل فلسطين المحتلة عام 1948، أو فى الضفة الغربية وخارجها، أو فى مدينة القدس والمسجد الأقصى، ولن يكون قطاع غزة بعيدًا عن البطش.. إلا أن القوة الإسرائيلية الباطشة تواجه الآن بانتفاضة الزيت بقعة زيت على الأرض تمنع دخول الجرافات وعربات الجنود والأسلحة لتصبح أقوى من تلك القبة الحديدية التى يستخدمها العدو الإسرائيلى فى حماية شعبه من الصواريخ.