رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

رحل المخرج السينمائى سميح منسى (1954 -2023) فى هدوء بعيدًا عن صخب وسط القاهرة الثقافى، الذى طالما كان واحدا من أبرز رموزه وشخوصه وأحد أهم من شارك فى هذا الصخب بحضوره الجميل، وبعلاقات متعددة ملؤها الحب والمودة والامتنان!

 عشق سميح منسى السينما وفضلها عن لقمة العيش الذى كان أحوج الناس لها عندما تخرج من كلية الآداب قسم فلسفة جامعة القاهرة عام 76، وكان يمكن أن يعمل فى وظيفة محترمة، بمرتب يكفى كل احتياجاته فى ذلك الوقت، ولكنه كيف ينجو من عشقه للسينما إذا نجا من الاحتياج؟

والتحق بمعهد السينما ليعود طالبا مرة أخرى، ليطارد عشقه الذى كان قبل ذلك مجرد أحلام حتى أحاله إلى واقع بإصراره.. وفور تخرجه عمل كمساعد مخرج مع العديد من المخرجين ومنهم أشرف فهمى، ومحمد خان فى فيلم «زوجة رجل مهم»، وإنعام محمد على، حيث كان حريصا على العمل مع المخرجين المبدعين الذين كانوا يمثلون لها صناع السينما الحقيقية التى أحبها واتخذها وسيلة للتعبير عن الفقراء والمقهورين كامتداد لأفكاره السياسية التى طالما آمن بها وتكونت عندما كان طالباً للفلسفة بجامعة القاهرة لما كانت منارة وواحة للحياة السياسية والفكرية والثقافية فى منتصف السبعينات!

ووجد سميح منسى ضالته وأمنه مع السينما التسجيلية ليقدم أفلامًا هى مقطوعات جمالية وفكرية ومن أهم أعماله فيلم «للذاكرة وقائع» و«أوان البحر» وفيلم «نازلين التحرير» وكان آخر أفلامه التسجيلية فيلم «سيرة البطل الشعبى» من إنتاج المركز القومى للسينما، الذى كان يعمل به كمخرج وشغل منصب مدير إدارة الأفلام التجريبية ثم مديرا لمركز الثقافة السينمائية ومديراً عاماً للإدارات الإنتاجية بالمركز.

كما أخرج فيلم روائى وحيد «واحد كابتشينو» من بطولة عبدالله محمود وحسن حسنى، وكان لديه مشاريع كثيرة مع السينما الروائية ولكن ظروف الإنتاج واهتمامه بالسينما التسجيلية كوثيقة تاريخية عن أحوال الناس جعلته ينأى بعيداً عن مطاردة المنتجين وشركات الإنتاج!

وشاركت أفلامه فى مهرجانات عديدة وحصل على الجوائز.. ولولا انشغاله بالهم السياسى المصرى لكان أبدع الكثير من الأفلام.. ورغم أنه لم ينشغل بالتكريم كثيراً ولكنه كان فرحًا بتكريم مركز الثقافة السينمائية، فى أمسية سينمائية خاصة فى يونيو الماضى تم فيها الاحتفاء بمشواره الفنى الذى انحاز خلاله بالبسطاء والفقراء الذين طالما شعر بالفخر والاعتزاز إنه واحد منهم، وذلك جعله لا يتورط فى صناعة سينما لا تعكس هموم الناس، أو ضد قناعاته الفكرية والسياسية!

رحل سميح منسى المخرج ولكن سيظل سميح منسى الإنسان فى قلوب محبيه الذين كانوا مصدر سعادته عند مساعدتهم سواء من جيله أو الأجيال الجديدة بكل حب وصدق.. مع السلامة يا صديقى الأعز!

[email protected]