رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

عندما يقوم يمينيون غربيون متطرفون في «بلدان متحضرة» بحرق نُسَخٍ من القرآن الكريم، بمباركة «رسمية» وفي حماية الشرطة، فإن الأمر بالتأكيد يحتاج إلى تفسير حقيقي يقبله العقل وتتقبله الأخلاق وترضاه الإنسانية!

ما تابعناه مؤخرًا من تصرفات همجية وانحطاط أخلاقي ورِدَّة إنسانية، يجعلنا نتساءل بصدق: أيّ رابط بين حرق «كتاب مقدس» وحرية التعبير، وإذا كان تعبيرًا فعن ماذا، وإن كان «احتجاجًا» بماذا يُفيد مشهد إهانة المقدسات.. وهل تنطبق حرية التعبير على كل القضايا فعلًا، وهل يكمن الخلاف حقًا في تعريف حرية التعبير، أم أن الغرب اعتاد حصر هذا التعريف بما يفرضه من قِيَم؟!

للأسف، تابعنا الكُرْه الغربي الشديد للإسلام والمسلمين، بعد أن أقدم متطرفون عمدًا في الدانمارك وهولندا والسويد، على حرق نُسَخٍ من القرآن الكريم أمام أعين العالم، ولم تندّد «الدول المتحضرة» بتلك الفضيحة الأخلاقية، لاعتقادها بأن ما قاموا به يندرج تحت مسمى «حرية التعبير»!

بين فترة وأخرى، نتابع حالة من الحقد الدفين على دينٍ يؤمن بالسلام والأمن والأمان والسِّلم والسلام والتسامح والتصالح، وكذلك نتوقع أنها لن تكون المرة الأخيرة التي يتم فيها ازدراء الدين الإسلامي واحتقار المسلمين وإهانتهم على هذا النحو، مع استمرار العداء الغربي السَّافر لمقدساتنا!

نتصور أنها الحرب على الإسلام، وليس «حرية تعبير» كما يزعمون.. ألا يعتبر ذلك الفعل الفاضح يتنافى مع الأخلاق ومواثيق الأمم المتحدة التي وقّعت عليها دول العالم وألزمت نفسها باحترامها، وتنصّ على وجوب احترام الأديان.. وفي المقابل ماذا لو أقدم مسلم على انتقاد «الصهيونية» أو أنكر «المحرقة اليهودية»، فهل سيكون بعيدًا عن المحاكمة الفورية بتهمة «معاداة السامية»؟!

نعتقد أن استفزاز المسلمين بأي إهانة تنال من مقدساتهم، تحت دعاوى حرية الفكر والتعبير، لا تخدم التعايش أو حوار الحضارات الذي يسعى المسلمون إليه دائمًا، كما أنه يعد تطورًا خطيرًا يناهض القيم الإنسانية ويعمق مشاعر التمييز.

بالطبع، نحن مع حرية الفكر والتعبير بلا حدود، إلا أن تكون تلك الحرية ضد المقدسات وازدراء الأديان وإهانة المقدسات، لأنها بذلك تصبح نوعًا من التطاول وقلة الأدب، بل يمكن اعتبارها أبشع الجرائم الإرهابية.

أخيرًا.. لن نستطيع أن ندفع الغرب إلى تبنِّي سياسة إيجابية، وإقناعه بخطأ نظرياته تجاه شعوبنا، ما لم ننجح نحن أولًا، في أن نتصالح مع أنفسنا، ونتجاوز انقساماتنا، وننقذ مجتمعاتنا من التخبط والضياع، وإعادة ترميم حياتنا الفكرية وأخلاقنا الإسلامية الصحيحة، كما نرجو يوماً ما، في زمنٍ ما، أن تعيش الأجيال القادمة حياة طبيعية، بلا أي إرثٍ للمظلوميات التي حدثت على مدى قرون.

فصل الخطاب:

إن أسوأ مكان في الجحيم مخصص للذين يقفون على الحياد في المعارك الأخلاقية الكبرى.

 

 

[email protected]