عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

إنه الضمير ووخزاته الموجعة التى كان من الضرورى استشعارها من قبل قابيل الذى كان يمثل ربع سكان الأرض بعد اغتياله لأخيه هابيل الذى كان يمثل أيضا ربعًا آخر من سكان المعمورة.. وهو أيضا الضمير الذى استنفر كل قوى الخير والترفع عند يوسف الصديق فمنعه ورغم كل المغريات من ارتكاب الفاحشة.. وهو الضمير الذى دفع برجل فى الستين من عمره منذ شهور أن يقفز فى البحر لإنقاذ فتاتين من الغرق وينجح بالفعل إلا أنه يدفع حياته ثمنا لهذا الموقف النبيل ثم بمشاعر المحب البار لا يتحمل ابن ذلك الرجل الشهم رؤية المشهد ونهاية حياة والده الذى أحبه فيسقط ميتا حزنا عليه بجوار جثة أبيه.

والحديث عن القيم والضمير عبر الأزمان حديث ممتد ومتواصل جاء فى رسالات الرسل وعبر آيات وقصص الكتب السماوية وأحاديث الأنبياء.. وأيضا عبر أشعار الأولين والمحدثين وفنون القدامى والمجددين وإبداعاتهم.. وتظل الكلمة بما تشكل من لغة تواصل حية وسريعة فى مقدمة الأسلحة النافذة فى تحريك الضمائر وبناء القيم.

ورغم أننا نسمع ونشاهد العديد من كتابنا ومبدعينا يكررون عبارة أنهم ليسوا فى حاجة لملاحقة الأجهزة الرقابية لهم، وأنهم يمتلكون 'فلاتر' خاصة تستطيع تنقية خطابهم للمجتمع والناس من الشوائب والرذائل، إلا أننا وللأسف تطالعنا الكثير منها فى العديد من منافذ الكلمة والإبداع وفى بعض الصحف التى لا يدرك كتابها قيمة الكلمة ومدى تأثيرها فأحالوا دنيانا إلى مساحات قبح من شأنها أن تُقلص لدى الناس فرص التقاط الأنفاس والرؤية ولو من بعيد لمناطق الأمل.

وتعتبر عملية نقل المعلومات من أهم وظائف الصحافة، وتمثل جزءاً مهمّاً من نظام صنع القرار الديمقراطى، وهذا من شأنه ضرورة اعتماد مبدأ الشفافية عند ممارسة النقل إلى المجتمع. ومن الضرورى أن يتم إعلام المواطنين بالقرارات وهى قيد الإعداد، لضمان إتاحة الفرصة لعمليات التأثير والمناصرة المدنية.

كما تلعب الصحافة أيضاً دوراً ثنائيّاً بين الجمهور وواضعى الخطط و السياسات. فمن جهة، تنقل الصحافة إلى المواطنين معلومات حول ما يحدث فى المجتمع، ومن الجهة الأخرى، تتيح لواضعى السياسات معرفة الآثار الناجمة عن تطبيق تلك القرارات التى اتخذوها سابقاً، كما تُمكن الصحافة وأضعى السياسات من معرفة ما يتوقعه ويريده الجمهور منهم.

أخيرًا إذا كان لنا أن نبث همسات عتاب لحملة الأقلام وصناع الرأى العام، فلتكن دعوة للتذكير بالواجب الذى يجب أن يتحلى به قلم الصحفى وعدسته، وتنشيط لضمير حجبت عنه الرؤيا أحيانًا فراح يتخبط بين وازع للحق يناديه ووازع للإثارة ولفت الأنظار يستدعى أدواته.