رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بموضوعية

حسب بيان رسمى صادر عن البنك المركزى فإن نحو المليار دولار تعود لمستثمرين وصناديق أجنبية دخلت سوق الدين الحكومى فى الأسبوع .

طبعًا هذا المليار الذى سوف يجر وراءه مليارات أخرى هو مال ساخن يبحث عن عائد يفوق العشرين بالمئة وهو من أعلى المعدلات العالمية، حيث كان آخر طرح لأذون الخزانة المصرية التى تبلغ مدتها ١٨٠ يومًا فى حدود 4٫21٪.

هذه المليارات الساخنة التى تستعد للعودة إلى السوق المصرية لاقتناص الأرباح الضخمة ربما تمنح الحكومة فرصة لالتقاط أنفاسها وتعطى استقرارًا مؤقتًا لسوق الصرف الأجنبى لكنها تدفعنا فى ذات الوقت إلى العودة إلى المربع صفر إن لم يكن غدًا فسوف يكون بعد غد.

 عندما تقرر هذه الأموال الخروج وتضعنا أمام الحقيقة العارية وهى أن هذه الدولارات ليست أموالنا وأننا أنفقنا من جيوب غيرنا وعند موعد السداد تحل الكارثة.

إننا نحذر من الآن من عودة هذه الأموال الضالة الهائمة فى الأسواق تبحث عن أكبر ربح فى أقل وقت ممكن ولا يهمها عمق الجراح التى تتركها لدى ضحاياها، لا يجب أن نضعف أمام اغراءاتها أو تدفعنا الحاجة إلى فتح الأبواب على مصراعيها مجددًا أمام هؤلاء القناصة نهازى الفرص وقراصنة الأرباح الضخمة على حساب الفقراء.

نحذر ونذكر وزير المالية نفسة الذى اعترف منذ أسابيع بأن لعبة الأموال الساخنة أضرت بمصر وأننا- يقصد الحكومة- تعلمنا الدرس.

إذن من يتعلم الدرس علية ألا يكرره أو يقع فى المصيدة مرة أخرى.

وإذا كان هناك اجتماع قادم للجنة السياسات النقدية بالبنك المركزى مطلع فبراير المقبل، وإذا كانت معظم التوقعات تشير إلى أن هناك احتمالًا برفع أسعار الفائدة فى هذا الاجتماع فإن الأجواء سوف تصبح مهيأة أكثر لتدفق المال الساخن لحصد المزيد من الأرباح.

يا سادة أن الأزمة الاقتصادية التى تمر بها مصر الآن كشفت أكثر من أى أزمة أخرى عن الحقائق التى كنا لا نريد أن نراها أو نراها ونتجاهلها وأولى هذه الحقائق أن الأموال الساخنة لن تحل لنا المشكلة لأنها لم تحل لأحد قبلنا مشكلته، بل العكس هو الصحيح، فهذا المال يستثمر فى أوجاعنا ويتربح من فقرنا وضعفنا وبالتالى علينا أن نبحث عن حلول بعيدًا عن هذه الأموال.

يا سادة لن يبنى هذه البلاد سوى عرق أبنائها ولن يخرجنا من أزمتنا سوى اتباع الحلول الصحيحة وليست الحلول الوهمية والحلول الصحيحة يعرفها أى طالب مبتدئ فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وليست فى حاجة إلى خبراء.

فقط نأكل مما نزرع ونستهلك مما نصنع ونتوازن مع العالم الخارجى تصديرًا واستيرادًا وكفى إنفاقًا مظهريًا لا عائد من ورائه، فقديمًا قالوا «مد لحافك على قد رجليك».

 

[email protected]