رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

حثت أحاديث رسول الله على تنظيم حركة البيع، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَهْلُ الْمَدَائِنِ، هُمُ الْجُلَسَاءُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ رِدْءُ الإِسْلامِ لِلْمُسْلِمِينَ، وَثَغْرُهُمْ، فَلا تَغْلُوا عَلَيْهِمْ، وَلا تَحْتَكِرُوا، وَلا يَبِيعَنَّ حَاضِرٌ لِبَادٍ»، كما قال رسول الله: «إن غلاء أسعاركم ورخصها بيد الله، إنى لأرجو أن ألقى الله وليس لأحد منكم قبلى مظلمة فى مال ولا دم»، كما شكا الناس إلى رسول الله من غلاء الأسعار، وقالوا سعر، قال: «ألا ألقين الله عز وجل قبل أن أعطى أحدًا من مال بغير طيب نفسه»، عن عمر رضى الله عنه، أنه مر بحاطب بسوق المصلى وبين يديه غرارتان فيهما زبيب، فسأله عن سعرهما، فسعر له مدين لكل درهم، فقال له عمر رضى الله عنه: لقد حدثت ببعير مقبلة من الطائف تحمل زبيبًا وهم يعتبرون بسعرك، فإما أن ترفع فى السعر، وإما أن تدخل زبيبك للبيت تبيعه كيف شئت، فلما رجع عمر حسب نفسه، ثم أتى حاطبًا فى داره فقال له: إن الذى قلت ليس بعزمة منى، ولا قضاء، إنما هو شيء أردت به الخير لأهل البلد، فحيث شئت فبع، وكيف شئت فبع»، كما نهى الاسلام عن غش وخداع المستهلك، مرّ رسول الله على صُبْرَة طعام، فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً، فقال: (ما هذا يا صاحب الطعام؟)، قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: (أفلا جعلته فوق الطعام كى يراه الناس؟ من غشّ فليس منى)، ولفظ منى دليل على ان الغش من الكبائر! كما قال رسول الله: «إذا وزنتم فأرجحوا»، كما توعد الله لمن يبخس فى البيع فقال تعالى: «وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُون وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ»، فالإسلام حرص على تنظيم العلاقات بين الناس وحماية بعضهم من بعض، فكان الولاة يتفقدون أحوال الرعية، ويأخذون حق الضعيف من القوى، فليس الأمر كما يظن البعض من انتشار الغش والغلاء فى هذا الزمان فقط وسوء أخلاق البعض بل منذ قديم الزمان والفساد موجود ومتوارث جيلا بعد جيل، ولكن الفرق هو مكافحة الفساد والفاسدين والنيل منهم، فمن المهم أن يتفقد المسئولون أحوال الناس وحمايتهم من جشع بعض التجار، وأيضًا أن تتولى حماية المستهلك ذلك، فهناك من يزيد فى الأسعار بالضعف، وهناك من يغش فى البضاعة وهناك من يبيع بضائع منتهية الصلاحية، ونسمع الكثير عن الحلوم الفاسدة حتى وصل الأمر لارتفاع أسعار الأدوية وأيضًا بيعها بعد انتهاء مدة الصلاحية، فالبعض يعتقد أن الحكومة هى من تقوم بغلاء الاسعار ولكن فى الحقيقة أن البعض يستغل الأوضاع الاقتصادية وارتفاع أسعار الدولار فيرفع السعر؛ برغم أن ارتفاع الدولار لا يؤثر على بعض السلع إلا المستوردة ولكن البعض بمجرد سماع ارتفاع سعر الدولار يقوم بالبيع بضعف السعر! وحينما ينخفض الدولار يترك السعر كما كان وقت ارتفاعه؟! ما ينتج عنه فى نهاية الأمر أننا نؤذى بعضنا البعض ونصعب الحياة على أنفسنا ففى نهاية الأمر الكل يتأذى من جراء ذلك.

 

عضو مجلس النواب