عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا تحتاج الشرطة المصرية يومًا واحدًا لنشكرها فيه، ونُقدر تضحياتها، ونحتفى بأبطالها ونُحيى رجالها جيلا بعد آخر، فما قدمته عبر تاريخنا المعاصر، وما تقدمه، وما تبقى ملتزمة بتقديمه من تضحيات عظيمة فى سبيل الوطن يستحق دوما كل تقدير وامتنان.

ولا شك أن اختيار يوم معركة الإسماعيلية الخالدة فى الخامس والعشرين من يناير سنة 1952 عيدًا رسميًّا للشرطة، يمثل إحياءً لذكرى التحام الشرطة مع الشعب فى معركة الاستقلال الوطنى، عندما قاوم رجال الشرطة بأمر من فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية وقتها قوات الاحتلال البريطانى فى قناة السويس بالرصاص الحى ليستشهدوا دفاعا عن الكرامة الوطنية، ضاربين بذلك أعظم الأمثلة فى الشجاعة والفداء. لقد كان هذا الحدث العظيم تأكيدًا لكون الشرطة المصرية دائما وأبدا فى خدمة الوطن وقضاياه.

وقبل هذا الحدث، ومن بعده، ورجال الشرطة المصرية حاضرون دائما فى كل حال، يؤدون أدوارهم فى صمت، ويعملون بعزيمة وإصرار وفدائية، لا ينتظرون جزاءً ولا شكورًا، رافعين أرواحهم على أكفهم من أجل الوطن، ومن أجل أهله. ولا شك أن كل ذلك يزيدنا طمأنينة وثقة فى مستقبل الاستقرار فى هذا الوطن.

لقد قلت مرارًا إن الأمن والاستقرار من بديهات التنمية، ومن ضرورات التقدم، ولا يمكن رفع مستوى معيشة المواطنين، دون تحقيق أمنهم وأمانهم.

وفى الحرب الضروس على الإرهاب، وفى ظل سنوات الاستهداف القاسية التى عاشتها مصر فى العقد الأخير، بذلت الشرطة المصرية كل نفيس، وقدمت كل غال، وضحى بنوها بأنفسهم كى نبيت كل ليلة فى بيوتنا ومع أهلنا آمنين مطمئنين، بلا قلق أو خوف.

إننا ندرك الآن يقينا أن للوطن درعه الحامية الصلبة، التى تحافظ على وحدته فى مواجهة كل كاره وحاقد ومستغل، وأن استغلال بعض الحوادث الفردية لأفراد ينتمون للشرطة لا يجب أن تشوه الدور العظيم الذى تقوم به. فالشرطة المصرية لم تتخلف يوما عن عبور التحديات العظيمة من أجل وطن آمن، ومواطنين مطمئنين، ينعمون بالاستقرار وسيادة القانون.

ونحن نُحيى الشرطة فى عيدها، تحية محبة ووفاء وشكر ورضا، فإننا نتصور أن صورة الشرطى فى المجتمع فى حاجة ماسة لرد اعتبار، وأعتقد أن الفن تحديدًا يمكن أن يلعب دورًا عظيمًا فى ذلك الشأن. فالصورة الذهنية البراقة لرجل الشرطة الشريف الملتزم بخدمة الشعب باعتبارها واجبا وطنيا والتزاما أخلاقيا لا يحيد عنه، يجب استعادتها عبر أعمال فنية جديدة فى السينما والدراما.

وفى هذا الصدد، فإن الذاكرة تستدعى كثيرا ما رسمه فيلم «حياة أو موت» لشخصية الشرطى المصرى من خلال حكمدار العاصمة «يوسف وهبى» الذى يتلقى بلاغا من صيدلى أخطأ فى تحضير دواء لمريض يُدعى أحمد إبراهيم ليكلف الحكمدار ضابط شرطة كفء «رشدى أباظة» للوصول إلى المواطن المريض لإنقاذه، ويبذل فى ذلك جهودا عظيمة، ويمر بمغامرات لافتة حتى يتمكن من منع المريض من تناول الدواء الذى يحتوى على سم قاتل.

لقد أنتج هذا الفيلم سنة 1954، وكان يعبر بالفعل عن صورة الشرطى لدى الرأى العام، ومع مرور سنوات طويلة وتعاقب حوادث فردية تمثل استثناء لبعض رجال الشرطة فى التعامل ع المواطنين، وتراكم صور سلبية عديدة ساهمت بعض الاعمال السينمائية فى ترسيخها، فإن رد الاعتبار ضرورة. وأتصور أننا فى حاجة لأعمال أخرى تسجل تضحيات الشرطة وترد الاعتبار لمهنة الشرطى التى طالها تشويها متعمدًا، طال مهنًا عديدة.

وكل عام وشرطة مصر قادة وأفرادًا بخير.

وسلامٌ على الأمة المصرية.