عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

لا شك أن التعديل الوزاري بات علي سطح اهتمامات الرأي العام، ومن ثم يحتل أولوية خاصة لدي وسائل الإعلام المختلفة بحثاً عن إجابات تدور في أذهان الغالبية، دون أن تجد إجابات مقنعة لأسباب وجود وجوه جديدة بدلاً من وجوه غادرت مواقعها!

فكم من تعديل وزاري عجز عن تجسيد ما نتطلع إليه من إدارة رشيدة لشئون الدولة ولعل المشهد المرتبك -تحديداً اقتصادياً- يكشف بجلاء عن حالة العقم وتوجد سياسات الحكومات المتعاقبة في الوقت الذي نحتاج منه إلي فكر جديد يمكن من خلاله استخلاص سياسات مبدعة تعبر عن خيال سياسي ملهم يستطيع من خلاله الوزير القفز علي كل المعوقات البيروقراطية ومافيا الفساد الموجودة داخل وزارته وربما مكتبه.

في هذا الإطار، يبدو المشهد غير مُبشر بجديد، فليس من شك أن الوجوه الوزارية الجديدة لم تتمكن من وضع بصماتها علي أصداء أفكارها علي ما يحتويه برنامج الحكومة من سياسات ومبادرات تتبلور في خطط ومشروعات؛ ومن ثم فإن الوجوه الجديدة لا دور لها في السياسات المنوط بها تنفيذها، وليس مطلوباً منها إذن أن تُبدع فيها، ولا أن تضيف إليها فكراً جديداً، خاصة أن برنامج الحكومة سيعرض أمام البرلمان بعد أيام قليلة، وبالتالي فإن تعديلاً في السياسات المتعلقة به يراه أي وزير جديد، لن يجد طريقه إلي التنفيذ إلا بعد عرض الأمر علي البرلمان مرة أخرى، وهو ما لن يبادر إليه وزير وافق علي المنصب دون أن يكون له أي دور في وضع سياسات وزارته.

وعلي ذلك، ما زالت التجربة المصرية في سبيلها إلي خوض مشقة التحول الديمقراطي، حتي تنتج فكراً خلاقاً مُبدعاً يمكن أن تعبر به عن شخصيتها الثورية، استناداً إلي قيم ومبادئ الثورة المصرية المجيدة في يناير 2011، وما تلاها من موجة ثورية تصحيحية في الثلاثين من يونيه، كما أن المرحلة الدقيقة الراهنة، لا يمكن أن تكتفي بجهد عادى، وفكر دارج ومعتقدات عتيقة أرهقت الوطن، وعطلت مسيرته نحو تنمية شاملة حقيقية يمكن أن تدفع الوطن إلي موقعه المستحق بين المجتمعات المتقدمة.

والواقع أن جانباً كبيراً من المشكلة يتعلق بغياب الصفة السياسية عن الحكومة، ودائماً ما يحرص رئيس حكومتنا، منذ حكومات عديدة مضت، علي وصف حكومته باعتبارها حكومة تنفيذية، دافعاً عن نفسه شبهات الفكر السياسي!، وما قد يجره عليه من مواجهات فكرية لا يمتلك أدواتها علي نحو يضمن له البقاء في المنصب، مثلما توفر السمة التنفيذية من حياد آمن!

من هنا تأتي الطرق جامدة في اختيار الوزراء؛ ومن ثم لا جديد نراه علي السطح. فليس من شك أن الاختيار يكاد يرتكز علي معايير وظيفية بحتة، لا صلة لها بمؤهلات فكرية معتبرة، ولا برؤى مبتكرة طرحها الشخص المختار لتطوير عمل الوزارة المنوط به تصدرها؛ ومن ثم يبقي مشهد التعديل الوزاري علي حاله بتساؤلاته المشروعة المنطقية دون تغير يُذكر، بذات القدر من السرية في المقابلات، وانتشار شائعات الترشيحات، وغموض أسباب الاختيار، وغياب دواعي الاستبعاد، ومن ثم تقرأ طويلاً مقالات كهذه التي تقرأها تخصم بشدة من طموحاتك المعلقة علي الحكومة الجديدة!

[email protected]