عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا يوجد اختلاف بين اثنين أن مصر تواجه أزمات عديدة، وتمر بظروف اقتصادية صعبة، ومخاطر الإرهاب تهددها في الداخل والخارج، ولكن كيف نواجه هذه الأزمات ونجد حلها، تلك هي المشكلة التي يختلف حولها الكثيرون، وطالما أننا نعيش في بلد واحد، ونريد العبور بهذه السفينة لبر الأمان، وأن الخلفية الوطنية هي القاعدة التي ننطلق منها جميعاً للاختلاف، فيجب أن يتسع صدر الجميع للحوار والمناقشة والرأي، وإن كان خطأ، طالما أن المقصد هو الصالح العام .

 حملة «صبح علي مصر بجنيه»، هل تم تنفيذها وطرحها والدعاية لها من منطلق أنها دعوة من الرئيس، أم بالإيمان بأهمية الدعوة والفكرة والعائد التي ستأتي به، بعد دراسة المردود الإيجابي للعملية بأثرها.

يقيني أن كل من تبني هذه الفكرة ليس لأهميتها، وقدرها بل تقديراً وحباً للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكونه الداعي لها، وهذا أمر إيجابي لشخص الرئيس، وتوضح مدي حب هذه الفئة لشخص سيادته وإيمانهم وثقتهم المطلقة في أنه يريد النجاة بهذا البلد.

أما أعداء هذه الفكرة، من أصحاب التصيد والشتائم والبذاءات، فينطلقون من مناقشة الفكرة إلي اتخاذ الكرة ذريعة للانتقاد، وإعطاء الموضوع أكبر من حقه، والحقيقة أن هؤلاء ليسوا علي صواب ولا أولئك.

انطباعي عن هذه الفكرة بهذا الحجم الدعائي، سلبي، لأن مشاكل مصر لا يمكن حلها بمثل هذه الأفكار، مشاكل مصر تحتاج إلي أفكار بحجم أزماتها، فالحكومة أولاً هي المسئولة عن توفير وإبداع طرق للنمو والإيرادات، وتقليل حجم الإنفاق إذا كانت هناك وجهات للتقليل، لأنها هي الجهة الوحيدة التي تملك القرارات والبيانات، وتعرف الحجم الحقيقي لهذه الأزمات، وتم اختيار أشخاصها بناءً علي الكفاءة التي نحتاجها في تلك الفترة، ولا يجب أن يكون لقب الوزير شرفاً لصاحبه بل مسئولية عليه، ولا يفرح باختياره لهذا المنصب، بل عليه أن يعرف أن الحمل ثقيل جداً جداً.

ثانياً.. رجال الأعمال يجب أن يساهموا بشكل أكبر في حل الأزمات، لكونهم هم ركيزة الاقتصاد وسوق المال، ولهم التأثير المباشر والأكبر وغالباً المتحكم في السوق، وتأتي هذه المساهمة في أي شكل يتناسب معهم، ومع حجم كل منهم، وبالطريقة التي يراها مناسبة له، وتحقق الاستفادة للبلد، إما عن طريق التبرع – وليس إجباراً عليهم تحت أي ضغط – أو عن طريق وضع أفكار لمشروعات عملاقة، وكيفية إدارة هذه المشروعات ونجاحها، ووضع دراسات عن ماذا نستثمر وكيف نستثمر؟، أي تقديم خبراتهم العملاقة للدولة دون مقابل أو شرط أو انتظار عائد عليهم، ودون التهديد بالانسحاب من السوق، أو التهديد بسحب استثماراتهم للخارج كلما حدث خلاف يتعارض مع مصالحهم الشخصية، بحجة أن الدولة تحاربهم!!.

ثالثاً: علي المواطن العادي الذي لا يملك التبرع أو من ليس لديه مقدرة أن «يصبح علي مصر بجنيه» يصبح عليها بفكرة إن كانت لديه أفكار حقيقية وجادة وقابلة للتنفيذ، أو بتجنب شيء سلبي كان يفعله في الشارع، أو داخل بيته، أو خارجه، أو في أي مكان وجد فيه، وغيرها من السلبيات التي نفعلها، ونراها، بل ونقدسها في بعض الأحيان، وهذا ينطبق علي كافة فئات المجتمع كل في مكانه ومكانته.

في النهاية الحمل ثقيل، ولابد أن نأخذ الأفكار ونناقشها بحيادية تامة بعيداً عن الهوي، وفكرة أن كله «هايل وعظيم» لابد أن تكون عبارة حقيقية وفي محلها، لأن الفكر الصادر من البشر يؤخذ ويرد عليه، ليس تقليلاً من الأفكار بل دعوة لدراستها أولاً بجدية وشفافية، ودراسة نتائجها المتوقع تحقيقها علي أسس سليمة، وليس كونها صادرة عن السيد الرئيس فقط، وله كل الاحترام والتقدير والمحبة، وبالله التوفيق.

[email protected]