رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

الطفل الإسرائيلى: إن أبى اخبرنى أنكم انتم العرب إرهابيون شريرون.

الطفل الفلسطينى: إن أبى لم يخبرنى أى شيء لأنّ أباك قتله.

تلك كانت النكتة الكاريكاتورية المؤلمة الأشهر والبالغة الدلالة والفائزة عالميًا منذ سنوات..

لم يعد أمر التوافق ومن ثم التضامن العربى مجرد خيار مطروح، والعالم الآن يعيش حالة صراع وغليان، فضلًا عن التحديات الإقليمية التى تتسارع متغيراتها السلبية بما يشكل خطورة على المصالح العربية فى المنطقة، فالقضايا الداخلية العربية لا ينبغى أن تصرفنا عن أهمية مد جسور التعاون والدخول فى مشاريع عربية متنوعة الأهداف والأغراض الاقتصادية والصناعية والزراعية وغيرها لتأمين الوجود العربى الفاعل.

وعليه، أرى أهمية اللقاء التشاورى لبعض القادة العرب، الذى عقد فى العاصمة الإماراتية تحت عنوان «الازدهار والاستقرار فى المنطقة» لضرورة ترسيخ التعاون وتعميقه بين دولهم الشقيقة فى جميع المجالات التى تخدم تحقيق التقدم والتنمية فى المنطقة.. وكان قد سبق اللقاء الإماراتى اللقاء المصرى بين زعماء مصر والأردن وفلسطين للتباحث حول المتغيرات الإقليمية والعالمية المؤثرة على مسار القضية الفلسطينية، بعد أن تغافل الرأى العام العالمى عنها لحساب قضايا أخرى، وكان لابد من إعادة إحياء القضية من جديد والإعلان عن دعمها.

لن أنسى تصريح وزير الخارجية الألمانى الذى أطلقه منذ أعوام، عندما أكد أن «العرب يشكلون 5% من سكان العالم، ويشترون 50% من سلاح العالم، ويمثلون 60% من لاجئى العالم» لأنه يكاد يوجز الحالة العربية المتردية والتى باتت تشكل معادلة صعبة لأمة تواجه تحديات جعلتها ــ للأسف ــ تمثل منطقة جغرافية تحمل كثافات سكانية هائلة غير موزعة على الأرض بشكل متوازن، والتصريح كان قبل الخريف العربى والمعاناة التى عاشها العرب (التى تمثلت فى احتلال دول، وتفتيت دول، وزرع الفتن وغرس بذور الكراهية بين الدول القائمة وحتى بين مواطنيها...).

فى حوار كنت قد أجريته مع الراحل العظيم  د. أحمد جويلى، عندما كان رئيسًا لمجلس للوحدة الاقتصادية العربية قبل رحيله منذ سنوات، قال لى «يُعد الغذاء من أهم المشاكل وأكبرها التى تواجه العالم العربى بالإضافة لمشكلة كبرى أيضاً هى البطالة.. الحقيقة أن الزيادة السكانية بمعدل 24% فى العام بينما إنتاج العرب من المواد الغذائية لا يتزايد بشكل يغطى هذه الزيادة، ما أسفر عن فجوة غذائية هائلة تقدر قيمتها ب 16 مليار دولار.. لابد من الاهتمام بمشاكل الاستثمار فى مجال الزراعة وبشكل خاص فى الأقطار التى يمكن فيها الاهتمام بالاستثمار الزراعى وتعد واعدة... وفى هذا الإطار شرع المجلس فى إنشاء الشركة العربية للتسويق والتجارة للسلع الغذائية لتنشيط التجارة والفوائض بين الدول العربية) ..(ونحن فى مطلع عام 2023 هل لنا أن نسأل عن وجود مثل تلك المشاريع على أرض الواقع الآن ؟)..  وكان قد أضاف أيضًا أن العرب مرشحون للاختفاء.. والعبارة رغم قسوتها تُعد تجسيداً لحال أمة صار واقعها يفيض بالمآسى والتراجيديات المؤلمة، يفصل بينها وبين العالم المتقدم بحور تمتد وتتسع فى تباعد عن شواطئ الأمان..