رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

استكمالاً لحديث دار خلال ندوة فى الأسبوع الماضى بشأن نشأة الصحافة المصرية المتخصصة، نقول: لقد عرفت مصر الصحافة فى بداية النهضة الحديثة، وكان باكورتها جورنال الخديو، وهو أقرب شبهاً بنشرة رسمية تسجل فيها أعمال المصالح والدواوين الحكومية. وقد تحدث عنه فورتى سكرتير مطبعة بولاق قائلاً إن الجورنال كان يطبع يوميًا مائتى نسخة باللغتين العربية والتركية، متضمناً الأخبار الرسمية الحكومية وبعض القصص من ألف ليلة وليلة.

ثم تطورت هذه النشرة بمرور الأيام إلى أن تمخض التنظيم الإدارى عام 1826 عن تحويل ديوان الجورنال إلى قلم للوقائع. وكان هذا التحويل إيذاناً لظهور الوقائع المصرية أم الصحف العربية فى 3 ديسمبر 1828. أما الصحافة المتخصصة فقد ارتبطت نشأتها بالدولة الحديثة التى أراد محمد على تأسيسها حيث سعى إلى بناء دولة مستقلة حديثة. وكانت وسيلته لبناء هذه الدولة تعتمد على عدة محاور.

أولها بناء الجيش الحديث على النمط الأوروبى وإنشاء المدارس الحديثة منذ عام 1811 فى المراحل التعليمية كافة وقد ترتب على هذه الإصلاحات التعليمية أن تكونت فى مصر نواة لجماعة متعلمة تعليماً حديثاً تولت قيادة التغييرات الاجتماعية والفكرية فى مصر. وهكذا انتقلت الأفكار الليبرالية إلى مصر، وكان من الطبيعى أن تكون الصحف هى واجهة تلك الدولة الحديثة التى أرادها محمد على تأسيسها. وقد حملت نشأة الصحافة المصرية فى داخلها بداية التخصص. وبدأت الصحافة المتخصصة فى مصر مع بدايات نشأة الصحافة المصرية عموماً سواء من خلال الصحف العامة أو بإصدار الصحف المتخصصة. وذلك حين أصدر محمد على فى مستهل حملة الجيش المصرى فى الشام عام 1933 الجريدة العسكرية كوسيلة للرد بين الجيش ودولة محمد على والنظم العسكرية التى استحدثها الوالى وبين فتوحاته فى بلاد العرب والشام ولم تستمر طويلاً لعدم استقرار الجنود المصريين خلال حمله الشام وتعذر نقل أخبار الجرائم التى ارتكبت فى الشعب إلى مصر.

واذا كانت الصحافة المتخصصة فى مصر قد بدأت صحافة عسكرية إلا أنها اتجهت بعد ذلك إلى المجال الاقتصادى وذلك بصدور جريدة الحوادث التجارية والإعلانات الملكية عام 1849 عندما تولى إبراهيم باشا أمور البلاد وقد كان صدور مثل هذه الصحيفة رد فعل للتحولات الاقتصادية التى يشهدها المجتمع المصرى خلال فترة حكم محمد على، حيث اختفى نظام الالتزام والإقناع المملوكى ليحل نظام سيطرة الدولة الكامل على كافة موضوعات النشاط الاقتصادى، وفى هذه الفترة ظهرت الصحف المترجمة والمؤلفة وكانت من دعائم هذه الفترة التى شهدها عصر محمد على.

وللحديث بقية