رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعد الأسرة السادسة والعشرون، أو الأسرة الصاوية أو العصر الصاوى، من أمجد الفترات التاريخية فى تاريخ مصر القديمة، خصوصًا فى العصر المتأخر، أو فى نهاية العصور المصرية القديمة.

لقد جاء الملوك الصاويون إلى حكم مصر نتيجة هروب الكوشيين من بلاد النوبة العليا إلى الجنوب تحت الهجمات الآشورية، ثم تراجع الآشوريين لاحقًا. وبسبب ذلك، نهض المحاربون الصاويون ليحكموا مصر التى كانت دولة مجزأة سياسيًا، وملأوا الفراغ السياسى فى مصر القديمة آنذاك.

وعلى الرغم من أن مصر القديمة فى تلك الفترة كانت تابعة للآشوريين، فإن مصر لم تعد خاضعة لحكم الكوشيين، وأُعيد توحيدها مرة أخرى تحت حكم مصرى وطنى رشيد. واستمر العصر الصاوى أو فترة الملوك الصاويين أو الأسرة السادسة والعشرين لمدة 138 عامًا منذ عام 664 إلى عام 526 قبل الميلاد.

وفى عام 656 قبل الميلاد، نجح الملك بسماتيك الأول فى ضم مصر العليا إلى ملكه الموحد حديثًا من خلال تعيين ابنته الأميرة نيتوكريس كزوجة إلهية مستقبلية للمعبود آمون فى طيبة أو الأقصر الحالية. وبذلك تم توحيد مصر السفلى ومصر العليا نتيجة عملية سلمية فى الأساس. وعلاوة على ذلك، كان الملوك الصاويون حكماء؛ فلم يخلعوا النخب الإقليمية فى صعيد مصر من مناصبهم. ومن الجدير بالذكر أن ثلثى مدة الأسرة الصاوية استغرقها حكم الملكين: بسماتيك الأول وأحمس الثانى، المعروف باسم الملك أمازيس.

لقد كان العصر الصاوى فترة طويلة من الاستقلال والازدهار والنضال ضد القوى الدولية الكبرى فى الشرق الأدنى القديم. وكان كذلك فترة مهمة لإعادة تأكيد مصالح مصر القديمة فى الشرق الأدنى القديم، وفى أفريقيا فى أعالى نهر النيل.

لقد نجح الملوك الصاويون فى استعادة مجد مصر القديمة السابق لمدة تقرب من قرن والنصف بسبب أيديولوجيتهم المحترمة وحكمتهم السياسية وحنكتهم العسكرية العالية. وكانت السياسات التوسعية فى الشرق الأدنى القديم فى صالح الملوك الصاويين، لا سيما عندما حاول الملوك الآشوريون والبابليون الكلدانيون دمج مصر فى إمبراطورياتهم.

لقد استلهم الصاويون المجد من العصور الذهبية السالفة فى مصر القديمة، ولا سيما عصور الدولة القديمة والدولة الوسطى والدولة الحديثة. وعلى الرغم من ضياع الكثير من الأعمال الفنية والمعمارية والأدبية التى تخص تلك الفترة، تكشف لنا الثقافة المادية المتبقية أن الصاويين كانوا على دراية كاملة بماضيهم، واستخدموا طرقًا مبتكرة للتعبير عن وجهة نظرهم الخاصة فى التنوع الثقافى فى العصر الصاوى. وعلى الرغم من أن الحكم الصاوى قد انتهى بسقوط الأسرة وخضوع البلاد للغزو الفارسى وتبعية مصر للإمبراطورية الفارسية، فقد كان من الصعب على الأخمينيين الفرس الحفاظ على سيطرتهم الدائمة على مصر دون قيام المصريين الوطنيين بثورات ناجحة ضد حكهم.

لقد كانت الأسرة السادسة والعشرون، أو الأسرة الصاوية أو العصر الصاوى، ابتسامة مبتسرة على وجه مصر التاريخى الذى هو شمس ترفض أن تغيب من أفق وذاكرة العالم.

مصر هى أم التاريخ.

مصر هى التى علمت العالم أصول كل شىء.