رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

 فى صيف عام ١٩٩٢.. أهدانى الشاعر أحمد زرزور كتابًا صدر عن هيئة الكتاب عبارة عن ترجمة لقصائد عشرين شاعرًا شابًا؛ إلى اللغة الانجليزية. وفوجئت أن اسمى بين هؤلاء الشعراء.. وكان المترجمان الدكتورين محمد عنانى وماهر شفيق فريد، ولم أكن أعرفهما. وقررت أن أزورهما لأشكرهما على هذا التقدير الكبير. وحينما اتصلت بالدكتور عنانى تليفونيا رحب بى كثيرا وأعطانى ميعادًا لأزوره فى مكتبه بجامعة القاهرة وأوصانى أن يكون معى خمس نسخ من ديوانى (هذه الروح لى) ليوزعها على تلاميذه المعيدين. واستقبلنى الراحل الكريم استقبالا رائعا ثم بدأ يقرأ بعض قصائدى بحماس أمام تلاميذه المعيدين ويقول لهم: قصائد مميزة جدا ومكثفة.. نادر صوت جديد له خصوصية وترجمة قصائده واجبة.

أحسست بأبوة تجاه هذا الرجل الجليل. وبعد أكثر من زيارة لمكتبه صار محمد عنانى صديقا لم يبخل بأن قدم لى مجموعة من الأعمال الكاملة للشعراء والت ويتمان واليوت وانتونى دان واندرو موشن، وكان هذا أكبر حافز لى لأن أتقن اللغة الانجليزية؛ لأنه قال لى: اقرأ هذه الدواوين بلغتها الأصلية ولو تعثرت فى شيء سأساعدك. هذه كانت أهم نصائحه لى. ولكنى أعترف أن الترجمة ظلمته كثيرا فقد تم تصنيفه بأنه مترجم بل قيل إنه شيخ المترجمين والمؤسف أنهم أهملوه كأديب كبير- كاتب مسرحى راسخ كتب ما يقرب من عشر مسرحيات أهمها (السجين والسجان) و(جاسوس فى قصر السلطان) و(السادة الرعاع) وغيرها، وقد بدأ حياته شاعرا نشر قصائده فى الجرائد والمجلات الأدبية، ولكنه رفض أن يجمعها فى ديوان. ولم يحاول أن يقنع النقاد بسبب وراء ذلك؛ فقد قال فى حوار إذاعى: أحتاج إلى وقت طويل لمراجعة هذه القصائد وتهذيبها حتى تكون مميزه عن غيرها.

رحل محمد عنانى (١٩٣٩- ٢٠٢٣) تاركة تراثًا أدبيًا راسخًا ما بين مسرح أو ترجمات أو كتب نقد.

[email protected]