رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

أصبحنا نعيش في زمنٍ بائسٍ، جزءٌ كبيرٌ من وَاقِعِهِ مستفز وشاذ، أسفر عن ظاهرة سلبية «قديمة، متجددة»، بتأثيرها المباشر على المجتمع، تندرج تحت ما يسمى بـ«البلطجة الفكرية».

تلك الظاهرة «الصوتية» يمارسها مَن كانوا يتوارون في الظلام، ولا نراهم إلا على استحياء.. أو في فتراتٍ متباعدة، لكنهم الآن يعيشون مرحلة التكاثر والانتشار، بظهورهم المتكرر الذي يخدش العقول.

هؤلاء المتحذلقون الأدعياء، بنرجسيتهم العالية، يمارسون شتى أنواع تخريب العقول، تحت مسميات ثقافية وحقوقية وفنية.. أو حتى دينية، وبالتالي يثيرون الأذى الفكري، لإلحاق الضرر ببنية المجتمع.

مؤخرًا، تابعنا سباقًا محمومًا من بعض «المؤلفة آراؤهم»، في «مولد» الهجوم على «إمام الدعاة» الراحل، الشيخ محمد متولي الشعراوي، على خلفية إعلان تقديم عرض مسرحي يتناول سيرته الذاتية، الأمر الذي أثار جدلًا كبيرًا، بشكل دفع المسؤولين إلى العدول عن القرار بحجة «مراجعة النصّ»!

نعتقد أنه عندما يكون الاختلاف سُنَّة كونية بديهية، فلا يمكن بأي زمان أو عصر، وجود توافقٍ أو إجماعٍ كليٍّ أو رأيٍ موحدٍ على قضيةٍ ما، أو أشخاصٍ بعينهم، لأننا سنكون وصلنا لمرحلة من التماهي والتطابق، لم يصل إليها السابقون أو اللاحقون، ولذلك لا يمكننا أيضًا الانصياع إلى ما يسمى «ثقافة الضجيج»!

من هذا المنطلق، الذي يكون فيه الحياد ممنوعًا، والموضوعية غير مقبولة، والنقد البنَّاء تجاوزًا وخروجًا عن المألوف، لن نلجأ إلى «إيثار السلامة» التي يراها البعض أمرًا معقولًا وفطريًا، بدلًا عن مواجهة المَسَبَّات والتُّهم الجاهزة من «المؤلفة آراؤهم»!

ما تابعناه خلال الأيام الأخيرة، عبارة عن جدل عقيم حول «إرث الشعراوي»، الذي أشاد محبوه بما بذله من جهد لخدمة الدين الإسلامي، فيما أكد مَن يطلقون على أنفسهم «تنويريون» على حججهم التي تثبت «تطرف» و«داعشية» الراحل الكبير!

للأسف، خضع «الشعراوي» لمحاكمة غيابية على يد «تنويريين»، يُفترض فيهم قبول الآخر، بدلًا من مصادرة الرأي، رغم أنهم ـ بكل أسف ـ ليسوا من أهل الاختصاص أو ذوي المعرفة، كما أنهم ليسوا أوصياء على عقولنا!

ادعاءات كيدية رخيصة من بعض «المؤلفة آراؤهم»، تنم عن جهل فاضح، ومعرفة سطحية تفتقر إلى أدنى درجات الإدراك والمسؤولية الأخلاقية، و«تحفظات كبيرة» من «بعضهن» على أفكاره، تجعلنا نكتم الغيظ، حفاظًا على عِفة اللسان!

أخيرًا.. هناك فرق كبير بين النقد العلمي النزيه، وبين الإهانة والتهجم والشتائم، ولذلك نقول لهؤلاء «التنويريين» إن الطريق إلى ما يسمى «تجديد الخطاب الديني»، لا يكون من خلال الانحطاط وإهانة الرموز الدينية المعتبرة.

فصل الخطاب:

يقول الإمام عليّ: «كفى بالعلم شرفًا أن يَدَّعيهِ من لا يُحْسِنه، ويفرح به إذا نُسِبَ إليه.. وكفى بالجهل ذَمًّا أن يبرأ منه مَن هو فيه».

[email protected]