للوطن والتاريخ
أعلنت جامعة عين شمس منذ أيام عن وفاة المريضة سحر التى أجريت لها أول عملية زراعة رئة من متبرع حى داخل مستشفى عين شمس التخصصى، كونها الأولى من نوعها فى مصر والوطن العربى وأفريقيا، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من إجراء العملية.
وأوضحت الجامعة فى بيان إعلان الوفاة، تطورات الحالة الطبية للمريضة المتوفية، خاصة خلال فترة ما بعد العملية، لتسدل الستار عن القضية التى لاقت اهتمامًا كبيرًا داخل الأوساط العلمية والطبية طوال الفترة الماضية، خاصة أن الوفاة متوقعة بنسبة ٣٠% لمثل هذه الحالات.
والحقيقة أن ما تضمنه بيان جامعة عين شمس من إصرارها على مواصلة العمل فى هذا الاتجاه كان أمرًا ضروريًا لابد أن يصل إلينا، دون تخوف أو الشعور بالفشل أو توجيه اللوم وإبراز السلبيات، الأمر الذى يعكس الثقة الكاملة فيما تم عمله تجاه الحالة.
وفى تقديرى أن جهود جامعة عين شمس وما تحملته من جهد كبير وتكلفة مالية أكثر من 2 مليون جنيه فى هذا الشأن لهو ترجمة حقيقية على أرض الواقع بشأن التقدم الطبى والبحث العلمى الذى يحتاج لجهد وتضحية وصولاً لما هو أفضل، فى ظل انتظار عشرات الحالات لإجراء مثل هذه العملية بمستشفى جامعة عين شمس، أملاً فى الحياة التى تكاد تكون منتهية بالنسبة للمريض قبل العملية.
وكان يمكن لجامعة عين شمس بقيادة الأستاذ الدكتور محمود المتينى، والفريق الطبى أن تخشى عواقب كثيرة وتكتفى بما حققته من إنجازات أو إضافات طبية أو السير مع بعض الجامعات الأخرى نحو تحقيق نجاحات لا تضيف كثيراً للبحث العلمى والتقدم الطبى فى مصر.
ومن المؤكد أن جامعة عين شمس تستحق وسام شرف المحاولة، وشرف العزيمة والإصرار، برغم وفاة الحالة لأنها جامعة مصرية حكومية عاشت تجربة طبية وعلمية تحسب لها على مدار التاريخ، ومن ثم جرأة القرار والإقدام على إجراء العملية برغم العواقب والتحديات، ثم الإصرار على استكمال المسيرة فيما هو قادم لهو أهم ما نحتاج إليه الآن لبناء وطن على أسس علمية.
كما أن تصريحات الدكتور المتينى مع الفريق الطبى والجهاز المعاون عقب وفاة المريضة لبحث المستجدات، ومناقشة مستقبل الحالات المنتظرة لإجراء نفس العملية جاء معبرًا عما نتطلع إليه، حيث الثقة والعزيمة والإصرار على مواصلة الجهد دون كلل أو ملل أو وضع أشياء كثيرة فى الحسبان قد تبعدهم عن الهدف الأعلى والأسمى والأغلى.