عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

أرجوكِ، لا تجعلينى أسأم قصتك إن كررت البكائيات وانزويت فى ركن الضحية، اعلم خبرتك ورجاحة عقلك وصلابة إرادتك، لست لكل من أرادوا العلو مطية، احكى ولكن التزمى الصدق والموضوعية، هكذا واجهت سردها وهى تروى باقى الحكاية، فقالت: بعد أن خلعت من قبع على أنفاسى اهم سنوات عمرى، ونفد معه جل صبرى، جاءنى هذا المدعى، وكما قلت لك، اسرع خديعة لامتلاك القلوب واحتلال العقول استخدام الدين ممن لا يعرفون الدين، وقد أتقن الراجل الدور، عباءة وسبحة، قال الله وقال الرسول، وكلام عظيم عن حقوقى أنا والولاد، وخوفه من الله لا العباد، وصدقته، أو كنت محتاجة اصدق كلامه، يمكن يعوضنى عن الحرامى اللى كان قبل منه وسرقنى، وتلم كلمته شمل الولاد.

لكن حظى كده، حكايته معايا وصلت بسرعة للنهاية وفى اقل من سنة، ظهرت حقيقته المُرة، زوج ضعيف وإمعة، ماشى مثل الخروف ورا كلام عيلته ولا عشيرته، الكلمة كلمتهم، والشورى شورتهم، وساب أيديهم على اللى باقى من مالى وكأنه مالهم، طردوا أولادى المتعلمين المثقفين من أشغالهم وعينوا ولادهم مكانهم، وكله تحت اسم الدين، واللى يعارضهم "يبقى كافر ولعين"، ويتهدد بالموت أو يصبح سجينا، بصراحة الكيل فاض بى وبالولاد بسرعة، اصل الغبى اللى يهرب من النيران إلى الرمضاء، و...

قاطعتها: إيه خلعتيه؟ ده الراجل ما فضلش على ذمتك غير سنة، يعنى لا عرفك ولا عرفتيه، ولا فهم طبعك ولا فهمتيه، مش كنت تطولى بالك شوية وبفرصة أطول تمديه، ولا أنت خلاص، اعتدتِ على الخلع، والأمر بالنسبة لك صار سهلا، وشيل ده وحط ده، هى مش لعبة الحكاية ولا تسلية فى سهراية، ردت بسخرية مريرة: وعشان هى مش لعبة، ومش مجرد حكاية، فى شرعنا يا بنتى لا يجوز أتجوز الراجل ومعاه عيلته، ده كان لعبة فى أيديهم أهانوا كرامته ورجولته، وبصراحة ما كانش له قيمة، وأنا مش صغيرة ولا هفية، والكل يشهد لى، قادرة وعفية، وماليش فى حكاية ظل راجل ولا ظل حيط، وكان انتقامى لكرامتى كبيرا، أنا مش بس خلعته، أنا سجنته.

قلت وصبرى يوشك على النفاد: "برافو عليكى، لمى بقى ولادك حواليكى، واقفلى بابك عليكى، عشان ما يجيش تالت يبعثر اللى فاضل ليكى".

 ضحكت لحد ما الدموع نزلت من عينيها، وانا مش فاهمة، هى بتضحك فرحانة ولا بتبكى وحزنانة؟ اصل الملامح بيضيع وضوحها وسط الربكة، خلعت غطاء رأسها وفضلت تدعى على أنابها، وبجبال الهم والغم أصابها وقالت: قليل الحظ فى الأول قليل الحظ فى الآخر، اتجوزت التالت بمجرد ما وفيت العدة.

صرخت بها فى غيظ: إيه ده بالسرعة دى؟! من غير ما تاخدى فرصة للتفكير والتدبير؟ وتدرسى الموقف من كل ناحية، لأن الأمر خطير، وأنا اللى كنت فاكرة أن عقلك كبير.

قالت لى بصوت حزين: رغم خبرتى وعقلى الكبير، وألم السنين مع زوجين والحزن الكبير، إلا انى لسه فيا الطمع من القريب والغريب، ما ينفعش افضل من غير راجل يدير حالى، ويدبر أمورى وأمور عيالى، والراجل ظهر لى زى نطاط الحيط، أونطجى وبتاع حواديت، متسهوك كدة ومسبسب، حاصرنى بكلام الحب فى البيت والغيط، وفرش لى الورد جناين وهو مخبى من تحته الشوك، وعمل لى من البحر طحينة وخرم السفينة ورمانى فى البحر من غير مينا، ملعون قلبى الطيب اللى وقعنى فى حبه وأنا العاقلة الرزينة، صحيح أنا بطبعى متدينة، بس الرومانسية قتلانى، وده عرف يلاعب قلبى ويزن على ودانى، وبكلامه الحنين خدنى وفى الهواء رمانى، و.. للحكاية بقية.

 

[email protected]